ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 182
(157-192)

والثالث: ان القدر المنعكس من العلم المحيط قد قيَّد ورَسَم لكل شئ حصة لائقة من فيض تجلي الاسماء المطلقة النورانية.
والرابع: ﴿انّما امرُه اذا أرادَ شيئاً انْ يَقولَ لهُ كُنْ فيَكونُ﴾ (يس:82). و﴿مَا خلقُكم ولابَعثُكم الاّ كَنَفسٍ واحدَةٍ﴾(لقمان:28). واما اذا اسند بالغفلة الاشياء الى انفسها والى الاسباب الامكانية، للزم على كل العقلاء ان يقبلوا المحالات الناشئة من حكم ذلك الاجهل الابله.
اعلم! ان القرآن المعجز البيان يعبّر كثيراً عن تبيين الحقائق بضرب المثل، بسر ان الحقائق المجردة الالهية متمثلة في دائرة الممكنات بقيود الامثال، فالممكن المسكين ينظر الى الامثال في دائرة الامكـان، ويلاحظ من خلفها شـؤون دائرة الوجوب ﴿ولله المَثَل الاعلى﴾.
اعلم! ان العرش كالقلب، فقلبك فيك ملكاً(1) وانت في قلبك ملكوتاً ففي دائرة الاسم (الظاهر) العرش العظيم محيط بالكل، وفي دائرة الاسم (الباطن) كالقلب للكون. وفي الاسم (الاول) يشار اليه بـ﴿وكانَ عَرشُه على المَاء﴾ (هود:7) وفي الآخر يرمز اليه بـ: (وسـقف الجنة عرش الرحمن)(2) اذ لعرش مَن ﴿هو الاولُ والآخرُ والظاهرُ والباطِنُ﴾(الحديد:3) حصة الاولية والآخرية والظاهرية والباطنية..
-----------------

(1) اي كما ان قلبك فيك في حالة مُلك ، وانت في قلبك في حالة ملكوت، اي كما ان الانسان من حيث الملك ظرف لقلبه ومن حيث الملكوت مظروف.. (ت:96).
(2) (الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والارض،والفردوس أعلى الجنة واوسطها، وفوقه عرش الرحمن..) الحديث صحيح : رواه ابن ماجة عن معاذ والحاكم عن عبادة بن الصامت وعن أبي هريرة، وابن عساكر عن ابي عبيدة الجراح ، رضي الله عنهم. (صحيح الجامع الصغير وزيادته 3116) قال المحقق: صحيح وانظر الاحاديث 3423، 4120 من المصدر نفسه، وفي سلسلة الاحاديث الصحيحة 919 يشير الى حديث: سقف الجنة عرش الرحمن.

لايوجد صوت