ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 180
(157-192)

شجرٍ - كجبل - ليس لها الاّ ثمرة فردة كخردلة. بل يرجع الى الحي من ثمرات الحياة وغاياتها بمقدار درجة مالكية الحي للحياة وتصرفه الحقيقي فيها. ثم سائر الثمرات والغايات راجعة الى المحيي جل جلاله بالمظهرية لتجليات اسمائه، وباظهار الوان وانواع جلوات رحمته في جنته في الحياة الاخروية التي هي ثمرات بذور هذه الحياة الدنيوية وهكذا..
اذ كما ان الشخص الموظف لأن يجس ويضع اصبعه عند اللزوم على الجهازات التي تتحرك بها السفينة العظيمة للسلطان، لايرجع اليه من فوائد السفينة الا بمقدار علاقته وخدمته، اي من الالوف واحداً.. كذلك درجة تصرّف كل حي في سفينة وجوده. بل هناك يمكن ان يستحق من الالوف واحداً، لكن لايستحق بالذات هنا من ملايين ملايين واحداً ايضاً..
اعلم! يا قلبي ان لذائذ الدنيا وزينتها بدون معرفة خالقنا ومالكنا ومولانا ولو كانت جنة، فهي جهنم. هكذا ذقت وشاهدت. حتى في نعمة الشفقة كما في (قطرة) ومعرفته تُغني عن كل ما في الدنيا حتى عن الجنة ايضاً..
اعلم! يا قلبي: إن كل مايجري في هذه الدنيا له وجهان: وجه الى الدنيا والنفس والهوى، ووجه الى الآخرة. فاما الوجه الدنيوي فاعظم الامور واثقلها واثبتها هو في نفس الامر بدرجة من الصغر والخفة والزوال، بحيث لايساوي ولايوازي ولايليق لان يُشوَّش له القلب (بالمرق) والتضجر، والتألم وشدة التأمل..
اعلم! ياقلبي هل ترى احمق وابله واجهل ممن يرى تمثال الشمس مثلاً في ذرة شفافة، او تجليها في صبغة زهرة؛ ثم يطلب في الشُميسة المرئية في الذرة ومن لون الزهرة وصبغتها، كلَّ لوازمات السراج الوهاج في سقف العالم، حتى جذبها للسيارات ومركزيتها للعالم. ثم اذا زال بعارضٍ مارآه في هذه الذرة والزهرة شرع - بسبب

لايوجد صوت