ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حباب | 179
(157-192)

تعذِّب، ولافي تمثل انوار الهداية جنةً تُستَعذب. وفي [اللوامع](3) نبذة من هذه الشهود في هذا العالم ايضاً..
اعلم! كما ان الحبة من بذور الحبوبات ونوى الثمرات اذا ثقبت في قلبها، لاتتكبر بالتنبت. كذلك حبة (انا) اذا ثُقبت بشعاع ذكر: الله.. الله.. لاتتعاظم تلك الانانية متفرعةً بالانتعاش ومتفرعنةً بالغفلة، ومستحصنةً ومستندةً بآثار النوع، ومبارزةً بالعصيان لجبّار السموات والارض. والاولياء النقشبنديون موفَّقون لفتح حبة القلب وكشف طريقٍ قصير بثقب جبل (انا) وكسر رأس النفس بمثقاب الذكر الخفي. كما ان بالذكر الجهري تُخرّب طاغوت الطبيعة أو تمزَّق..
اعلم! أن أبعد واوسع وأرق دوائر الكثرة وطبقاتها يتلألأ عليها ايضاً اثرُ الحكمة والاتقان والاهتمام. فان شئتَ فانظر الى نهاية ما انبسط وانتشر اليه التكثر من جلد الانسان وصورته، لترى كيف يحشّي قلم القدرة صحيفة جبهته ووجهه وكفيه بخطوط ونقوش وآلات دالات على معانى في روح الانسان، وعلى طائره المعلق في عنقه المشير الى القَدر المكتوب في فطرته، حتى لم يترك هذه التحشيةُ منفذاً لدخول التصادف الاعمى والاتفاقية العوراء..
اعلم! يامن ابتلي بحب هذه الحياة حتى حسبتَ ان العلة الغائية في الحياة وبقائها، وان كل ما اودعته القدرة الازلية في جوهر الانسانية وذوي الحياة من الجهازات العجيبة والتجهيزات الخارقة، انما اعطاها الفاطر الحكيم لحفظ هذه الحياة السريعة الزوال، ولاجل البقاء. كلا ثم كلا!. اذ لو كان بقاء الحياة هو المقصود من كتاب الحياة، لصار اظهر وابهرُ وانورُ دلائل الحكمة والعناية والانتظام وعدم العبثية باجماع شهادات نظامات الكائنات؛ اعجَبَ واغربَ وانسَب مثال العبثية والاسراف، وعدم الانتظام وعدم الحكمة. كمثل

----------------------

(3) اللوامع - كل الالام في الضلالة وكل اللذائذ في الايمان ص890 من (الكلمات).

لايوجد صوت