ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حبـة | 210
(207-231)

الناس تعالوا الى هذه المناظر النزيهة، وحَيهلوا(4) على مالَكُم فيه شئ من المحبة والحيرة والتنزه والتقدير، والتنور والتفكر ومالايحد من المطالب العالية. ويريها الناس، ويشاهِد ويشهَد لهم.. يتحير ويُحيِّرهم.. يُحب ويُحبِّبُ مالِكه اليهم.. يستضيئ ويُضئ لهم.. يستفيض ويفيض عليهم..
اعلم ! ان الانسان ثمرةُ شجرة الخِلقة. والثمرةُ تكون اكمل الاجزاء وأبعدها من الجرثوم، واجمعها لخصائص الكل.. وهي التي من شأنها ان تبقى وتُسْتَبقى.
ومن الانسان مَن هو نواةٌ انبتَ القديرُ جل شأنه منها تلك الشجرة.. ثم صيّر الفاطرُ جل جلالُه ذلك الانسانَ ثمرةَ تلك الشجرة.. ثم جعل الرحمنُ تلك الثمرة النورانية نواةً لشجرة الاسلامية.. وسراجاً لعالمها.. وشمساً لمنظومتها..
وانه لابد في الثمرة من نواةٍ تشتمل بالقوة على لوازمات شجرةٍ هى مثل اصلها. واصغريةُ النواةِ لاتنافي اعظمية الشجرة، كنواة شجرة التينة..
وان في الانسان حبةً، لو كان الانسانُ ثمرةً، لكانت تلك الحبة نواتهُ، ألا وهي القلب..
فقد رأيت فيه بواسطة الاحتياج علاقاتٍ الى انواع العالَم، بل الى اجزائها.. وارتباطاتٍ الى جميع انوار الاسمآء الحسنى باحتياج شديد وفقر عظيم لتجلي فردٍ فردٍ منها.. حتى كأن له حاجات عدَد اجزاء العالَم، وله اعداء ملء الدنيا.. فما يطمئن الا بمَن يقتدر ان يُغنيه عن كل شئ، ويحفظه من كل شئ..
ورأيت فيه ايضاً قابلية تمثل مجموع العالم كالخريطة والفهرستة والانموذج والتمثال.. وان المركز فيه لايقبل الاّ الواحد الأحد..

لايوجد صوت