ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حبـة | 211
(207-231)

ولايرضى الاّ بالابد والسرمد.. فهذه النواة وهي حبة القلب - ماؤه الاسلام وضياؤه الايمان - فان اطمأنتْ تحت تراب العبودية والاخلاص، وسُقيت بالاسلام، وانتبهتْ بالايمان، انبتت شجرةً نورانيةً مثاليةً من عالم الامر هي روحٌُ لعالمه الجسماني. وان لم تُسق بقت نواةً يابسةً منكمشة لائقة للاحراق بالنار الى ان تنقلب الى النور.
وكم في النواة من اعصابٍ رقيقة واشياء دقيقة لايُبالى بها، وتُرى اقلُّ من ان يُهتَمّ بها، الا ان لكلٍ منها - اذا انكشفت النواة - وظيفةً مهمةً بحشمة وعظمة.. كذلك لحبةِ القلب خدّام كامنة نائمة اذا انتبهتْ وانبسطتْ بحياة القلب يجولون في بساتين الكائنات كطيور سيارة، وتنبسط(1) بدرجة يقول المرء: الحمد لله على كل مصنوعاته، لأنها كلها لي نِعَمٌ.. حتى ان الفرض او الخيال الذي هو من اضعف خدام القلب واهونهم، له وظيفة عجيبة، يَدخل به صاحبهُ المتوكل - وهو في السجن مقيد - في حديقةٍ نزيهة، ويضع رأس صاحبه المتنبّه وهو يصلي في الشرق او الغرب تحت (الحجر الاسود) ثم يودع في الحجر الاسود شهادتي صاحبه..
ومن المشهود ان (البيدر) يدور على رؤوس (الاثمار) .. والثمرة هي التي تنتَقى وتُستبقى.. فبيدر الحشر ينتظر بني آدم..
اعلم ! ان لكل احد من هذا العالم العام؛ عالماً خاصاً، هو عين العام، لكن مركزه هو الشخص، بدل الشمس. فمفاتيحُ ذلك العالم في نفس الشخص ومعلّقه بلطائفه.. ولونُ ذلك العالم وصفاؤهُ وحُسنهُ وقُبحهُ وضياؤه وظلمته تابعةٌ لذلك المركز. فكما ان الحديقة المرتسمة في المرآة تابعة في احوالها من الحركة والتغيّر وغيرهما للمرآة، كذلك عالم الشخص تابعٌ لمركزه الذي هو الشخص كالظل والتمثال.

-------------------

(1) اي: حبة القلب

لايوجد صوت