ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حبـة | 227
(207-231)

خروج جبل بالزلزلة فيتدهش فيكبّر، فيلقى عن ظهره اثقال العَجب والتدهش على سفينة القدير القوي المتين جل جلاله..
اعلم! انك بسيئاتك لاتضر الله شيئاً انما تضر نفسك. مثلاً: ليس في الخارج(1) شريكٌ حتى تقوّيه باعتقادك فتؤثّر في كمال ملكهِ تعالى، بل في ذهنك وفي عالمك فقط. فيخرّب بيتك على رأسك..
اعلم! انه من توكّل على الله فهو حسبه.. فقل: (حسبي الله ونعم الوكيل) :
فاولاً: لانه الكامل المطلق، والكمال محبوب لذاته وتُفدى له الارواحُ.
وثانياً: لانه محبوب لذاته وهو المحبوب الحقيقي، والمحبة تقتضي الفداء.
وثالثاً: لانه الموجود الواجبَ.. وبقربه انوارُ الوجود.. وببُعده ظلماتُ العَدَمات، وألمٌ أليم في افول آمال الروح الانساني.
ورابعاً: لانه الملجأ والمنجأ للروح الذي ضاقت عليه الاكوانُ، وآلمَته مزخرفات الدنيا، وعادَتْهُ الكائنات وأنقض ظهره تحت الشفقة اليتمية والمرحمة المأتمية..
وخامساً: لانه الباقي الذي به البقاء، وبدونه الزوال، وكل العذاب في الزوال. وبدونه يتراكم على الروح آلامٌ بعدد الموجودات، وبه يتظاهر على المتوكل انوارٌ بعددها..
وسادساً: لانه المالك يحمل عنك مُلكه الذي عندك، اذ لاتطيق حملهُ، فبتوهم التملّك تقع في عذاب أليم أليم. فلبقائه ودوام إنعامه لاتغتم بفناء ما في يدك، كما لاتحزن الحباباتُ المتشمسة بالتحول والانحلال. فلإظهار تجددات تجليات الشمس يفدي الحبابُ صورتَه

-----------------------

(1) اى في الواقع والحقيقة (ت:118).

لايوجد صوت