ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | حبـة | 226
(207-231)

وستُنْزَع من الكائنات هذه الصورة. وسيُخلَع عليها اخرى. كالثانية، والدقيقة، والساعة، واليوم.. كأن الكائنات ساعة كبرى كما ذكر في [النكتة الرابعة من الكلمة التاسعة]. فلا تهتم بما يبقى لك أثراً في الفاني ويفنى عنك في الباقي.
ولاتنظر من بُعدِك وخستك ومن عظمته وعزته تعالى - ونقطة نظرك هذه الحيثية - الى تصرفاته وتنزّلاته برحمته ونعمته؛ اذ حينئذٍ لايليق الاّ التسبيحُ.
ولاتنظر من حيثية قربه واحاطته بعلمه ورحمته، ومن مخلوقيتك ودخولك في عنايته وكرمه، الى صفات جلاله، لئلا تستهوي بك الاوهامُ والاهواءُ.
فسبحان من تقدستْ وتنزهتْ عن ان تحيط به الافكارُ والعقول، والحمد لله الذي وسعت رحمتهُ كلَّ شئ.. لا الهَ الاّ الله وَحْدَهُ لاشَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ يُحيي ويُميت بيدهِ الخَير وهوَ على كلِّ شئٍ قدير..
اعلم! ان مَن في قلبه حياة اذا توجه الى الكائنات يرى من عظائم الامور مالا يحيط به ويعجز عن ادراكه ويتحيّر فيه، فللتشّفي من ألم الحيرة يشتاق الى (سبحان الله) كتعطش العليل الغليل الى الماء الزلال.
ويرى من لطائف النِعم واللذائذ ما يُجبرهُ على اظهار تلذذه وتزييد تلذذه واستيزاد لذته بالدوام برؤية الإنعام في النعمة، والمنعم في الإنعام بعنوان الحمد، فيتنفس بـ(الحمد لله) كما يتنفس المظفر السالم الغانم.
ويرى من عجائب المخلوقات وغرائبها مالايطيق مقاييس عقله وزنَها ويضيق ذهنهُ عن محاكمتها، وحسُّ تجسس الحقيقة يُشغله بها، فينادي: (الله اكبر) فيستريح. اي خالقها اعظمُ واكبرُ فلا يثقل عليه خلقُهاوتدبيرها، كمثل من يرى القمر يدور حوله فيغشاه ألمُ تعجب، او

لايوجد صوت