ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | زهرة | 270
(255-282)

فحقيقة الحال في الطرفين على هذا المنوال. لكن درجات الناس متفاوتة في الهداية والضلالة. ومراتب الغفلة مختلفة. لكن الغفلة ابطلت الحس بدرجة لايحس المدنيّون بايلام هذا الالم الاليم، ولكن بتزايد الحساسية العلمية وايقاظات الموت تتشقق الغفلة. فويل ثم ويل لمن ضل بطواغيت الاجانب.
فيا شبان الترك! فهل بعد كل مارأيتم من ظلم اوروبا معكم وعداوتهم لكم تتبعونهم في سفاهاتهم وافكارهم بل تلتحقون بصفهم بلا شعور؟.. ألا انكم تكذبون في دعوى الحمية، اذ هذا الاتباع استخفاف بالملية واستهزاء بالملة. (هدانا الله واياكم الى الصراط المستقيم).
اعلم!(1) يامن يستكثر عدد الكفار ويتزلزل باتفاقهم على انكار بعض حقائق الايمان!
اما اولاً: ان القيمة ليست في الكمية، اذ الانسان اذا لم يصر انساناً انقلب حيواناً شيطاناً، لان الانسان اذا ترقى في الاحتراصات(2) الحيوانية كالمنكرين للاديان، فهو اشد حيوانية. وانت ترى كثرة كميات الحيوانات بلا حد وقلة الانسان مع انه هو الخليفة.
وثانياً: ان الانكار نفي، والفُ نافٍ لايرجّحون على اثنين من اهل الاثبات.
فان قلت: كافرٌ ما هو؟ قيل لك: فالكفار الذين لا دين لهم نوعٌ خبيث من حيوانات الله، خَلَقهم لعمارة الدنيا، وللنار.. وليكون(3) واحداً قياسياً لدرجات نِعَمه تعالى على عباده المؤمنين.
واما اتفاقهم على انكار حق ونفيه فلا قوة في اتفاقهم بسر النفي. اذ الكفر نفيٌ وانكارٌ وجهلٌ وعدمٌ، ولو كان في صورة الاثبات. مثلا: لو نفى كلُّ أهل استانبول رؤية الهلال؛ واثبت رؤيته شاهدان، ترجّحا

------------------

(1) تراجع المذكرة السادسة.
(2) اي: اوغل في الحرص على الحياة الدنيوية المادية.
(3) ليكون كل كافر واحداً قياسياً.

لايوجد صوت