ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 335
(332-392)

المبارزة المعنوية والمعاملة المهمة علامة واشارة في عالم الشهادة لاشهاد الانسان الذي اهم وظيفته المشاهدة والشهادة مع انه لايرى فيما بين الحادثات السماوية انسب من اعلان هذه المبارزة العلوية من رمي الشهب المشابهة للمنجنيقات المرماة من بروج الحصون الرفيعة، مع انه لايرى لهذه الحادثة حكمةً تناسبها غير هذه الحكمة المشهورة المشهودة لجميع أهل الحقيقة، خلاف سائر الحادثات.
السادسة : ان القرآن الحكيم المعجز يرشد البشر ويزجره من العصيان باسلوب غال ومثل عال.. فانظر الى انذار ﴿يَاَ مَعْشَرَ الْجِنِ والانْسِ ان اسْتَطَعْتُمْ انْ تَنْفُذُوا مِنْ اقْطَارِ السَّمواتِ واَلارْضِ فَانْفذُوا لاتَنفذُونَ الاَّ بسلْطان﴾ (الرحمن:33) الآية في تعجيز الثقلين، واعلان عجزهما في جنب وسعة سلطنة الربوبية، كأنّهُ يقول : ايها الانسان الحقير الصغير العاجز! كيف تعصي سلطاناً يطيعه الشموس والاقمار والنجوم والملائكة الذين يرجمون الشياطينَ ببنادقَ كأنها جبالٌ بل اعظم! وكيف تتجاسر على العصيان في مملكة سلطانٍ؛ من جنوده مَن يقتدر ان يرمي في وجه الاعداء بنجومٍ في عظمة ارضكم كما ترمى جوزك وبندقتك.
السابعة: ان النجم كالمَلك والسَمَك له افراد في غاية الصغر وفي غاية الكبر. فكل ما يضئ في وجه السماء فهو نجم، فمن هذا النوع مايُزَيّن به السماء كالجواهر والاثمار والاسماك(1)، ومنه مايُرجم به الشياطين كالمنجنيقات المرماة للطرد، او للاشارة الى وجود الحارسين المتيقظين المطيعين المجتنبين عن اختلاط العاصين، او للرمز الى جريان قانون المبارزة في اوسع الدوائر.. ولله الحجة البالغة والحكمة القاطعة.
اعلم ! ان الآيات المصرحة بكتابة الاشياء قبل كونها وبعد كونها كثيرة، كأمثال ﴿ولاَ رَطْبٍ ولاَ يَابِسٍ الاَّ في كِتابٍ مُبينٍ﴾(الانعام:59)

----------------------

(1) اي ان هذه الافراد الكثيرة لنوع النجم تزيّن وجه السماء وتتلألأ كالجواهر ، كما تزين الاثمار البساتين الغناء والاسماك البحار.

لايوجد صوت