ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 375
(332-392)

فالمصيبات.. واما الثمرات فالنعم الدنيوية المشابهة المذكرات لثمرات الجنة.. واما المسمومة منها فالمحرمات. واما الطلسم فسر حكمة الخلقة.. واما المفتاح فـ ﴿الله لا اِلَهَ الاَّ هُوَ الحَيُّ القَيومُ﴾(البقرة:255) أي - يا الله انت معبودي ورضاك مطلوبي – و(لا إله الا الله) . واما تبدل فم الثعبان بباب البستان ؛ فلأن القبر لاهل القرآن والايمان باب الى رحمة الرحمن في دهليز الجنان. ولاهل الضلالة والطغيان باب الى ظلمات الوحشة والنسيان في برزخ كالزندان(1) كبطن الثعبان. واما تبدل الاسد المفترس فرساً مونساً؛ فلأن الموت للضال فراق ابدى عن جميع محبوباته، واخراجٌ له من جنته الكاذبة الدنيوية الى زندان القبر في الانفراد. واما للهادي فوصال الى احبابه، ووصول الى اوطانه، وخروج من زندان الدنيا الى بستان الجنان لأخذ اجرة الخدمة من فضل الحنّان، المنّان الديّان الرّحمن. جل جلاله ولا اله الا هو.
اعلم!(2) ايها السعيد المغرور المفتخر بما لم تفعل! انه لا حق لك في الفخر والغرور؛ اذ ليس منك في نفسك الا القصور والشر. وان كان خيراً فهو جزئي كجزئك الاختياري، لكن بجزئك الاختياري تفعل شرّاً كلياً، اذ بقصورك تُسقِط ثمرات سائر الاسباب المتوجهه الى مقصودك. فتستحق خسارة كليةً وخجالةً عامةً، لكن عكست القضية فَتَفَرْعَنت..
مثلك في هذا، كمثل مغرورٍ احمق صار شريكاً لجماعةٍ في التجارة بسفينةٍ، ففعل كل واحد وظيفته، فترك هو وظيفته التى بها تتحرك السفينة حتى غرقت فخسروا الف دينارٍ، فقيل له: الحق ان كل الخسارة عليك، فقال: لا، بل تنقسم علينا فعليَّ بمقدار حصتي. ثم في سفر آخر، فعل كما فعلوا فربحوا الف دينار ؛ فقيل له : فليقسم الربح على رأس المال، فقال: لا، بل كل الربح لي، اذ قلتم اولاً كل الخسارة عليك ، فاذاً

------------------

(1) السجن.
(2) الدرس السادس من (المدخل الى النور) .

لايوجد صوت