ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 376
(332-392)

كل الربح لي. فقيل له: ايها الجاهل! (الوجودُ) يتوقف على وجود كل اجزاء الموجود والشرائط فثمرة الوجود تُعطى للكل، والربح وجود. واما الخسارة فثمرة العدم مع ان الكل ينعدم بعدم جزء واحد وبفقد شرطٍ.
فيا ايها السعيد اسما، والشقي جسماً! تُرجع ثمرة العدم على من صار سبباً للعدم، فلا حق لك في الفخر والغرور.
اما اولاً: فلأن الشر منك والخير من ربك.
واما ثانياً: فلأن شرَّك كلي وخيرَك جزئي.
واما ثالثا: فلانك اخذتَ اجرة عملك الخير قبل العمل، بل لا تساوي جميعُ حسناتك لعُشر معشار عشير ما أنعم عليك مَن جعلك انساناً مسلماً. ومن هذا السر تكون الجنة من محض الفضل، وتكون جهنم عين العدل؛ اذ قد يعمل البشر بشرّه الجزئي الآني جنايةً كليةً دائمةً.
واما رابعاً: فلان الخير انما يكون خيراً؛ ان كان لله. فاذا كان له، فالتوفيق منه، فالمنة له.. فالحقُ (الشكرُ) لا (الفخر) بالاراءة والرياء الذي يصير الخير شراً.. فمن جهلك بهذه الحقيقة صرت مغروراً في نفسك، غروراً لغيرك.. فتسند حسنات الجماعة اليه فيتفرعن في نظرك، بل تقسم مال الله وفعله على الطواغيت.
وكذا من هذا الجهل اسنادك سيئاتك التي هي - منك بالنص - الى القدَرَ فراراً من المسؤولية، وتملّكك للحسنات التي هي من فيض فضل فاطرك - بالنص- الى نفسك، لتُحمد بما لم تفعل.. فتأدب بادب القرآن ﴿مَا اصَابَك مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾(النساء:79) فالتزم مالك، ولا تغصب ما ليس لك.. وكذا تأدب بآداب القرآن؛ بجعل جزاء السيئة مثلها.. والحسنة عشر امثالها.. فلا

لايوجد صوت