ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 389
(332-392)

القصر فالملائكة عليهم الصلاة والسلام.. واما المسافرون المدعوون للسير والضيافة؛ فالانسان مع حواشيه من الحيوانات. واما الفريقان؛ فاهل الايمان والقرآن الذي يفسّر لأهله معاني آيات كتاب الكائنات. والفريق الآخر؛ اهل الكفر والطغيان التابعون للنفس والشيطان صمّ بكم عمي هم ﴿كَالانْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ﴾ (الفرقان:44) لا يفهمون الا الحياة الدنيوية..
فاما السعداء الابرار فاستمعوا للعبد الواصف لربه (بالجوشن الكبير) وللمبلغ بدلالته للقرآن الكريم. وانصتوا للقرآن، فصاروا نظارين لمحاسن سلطنة الربوبية، فكبروا مسبحين، ثم صاروا دلالين لبدايع جلوات الاسماء القدسية، فسبحوا حامدين وصاروا فاهمين بالطبع بحواسهم لمدخرات خزائن الرحمة فحمدوا شاكرين. ثم صاروا عالمين بجواهر كنوز الاسماء المتجلية بالوزن بموازين جهازاتهم فقدسوا مادحين.ثم صاروا مطالعين لمكتوبات قلم القدرة، فاستحسنوا متفكرين. ثم صاروا متنزهين برؤية لطائف الفطرة، فاحبوا الفاطر مشتاقين. ثم قابلوا تَعَرُّفَ الصانع اليهم بمعجزات صنعته بالمعرفة في الحيرة فقالوا: سبحانك ما عرفناك حق معرفتك يا معروف، بمعجزات جميع مصنوعاتك.. ثم قابلوا تودده اليهم بمزينات ثمرات الرحمة بالمحبة. ثم قابلوا تعطّفه وتعهده لهم بلذائذ نعمه بالمحمدة والشكر، فقالوا: سبحانك ما شكرناك حق شكرك يامشكورُ، بأثنية جميع احساناتك على رؤوس الاشهاد، وباعلانات جميع نعمتك ولذائذها في سوق الكائنات، وبشهادات نشائد منظومات جميع ثمرات رحمتك ونعمتك لدى انظار المخلوقات. ثم قابلوا اظهاره لكبريائه وكماله وجماله وجلاله في مظاهر الكائنات ومرايا الموجودات السيالة بالسجود في المحبة في الحيرة في المحوية. ثم قابلوا اراءته وسعة رحمته وكثرة ثروته بالفقر والسؤال. ثم قابلوا تشهيره للطائف صنعته بالتقدير والاستحسان والمشاهدة والشهادة والاشهاد. ثم قابلوا اعلانه لسلطنة ربوبيته في اقطار الكائنات بالتوحيد، بالاطاعة

لايوجد صوت