ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 388
(332-392)

فافترقوا فرقتين: ففريق نظر الى ما في القصر، فقالوا: لهذا شأن عظيم، فنظروا الى المعلم الاستاذ فقالوا: السلام عليك! لابد لمثل هذا، من مِثلِكَ.. فَعَلّمْنَا ممّا علمك سيدُك.. فنطق فاستمعوا فاستفادوا فعملوا بمرضيات الملِك.. ثم دعاهم الملك لقصر خاص لا يوصف، فاكرمهم بما يليق بمثله لمثلهم في مثل ذلك القصر..
والفريق الآخر: ما التفتوا الى شئ غير الاطعمة، فتعاموا وتصاموا، فاكلوا اكلَ البهائم فتناموا، وشربوا من الاكسيرات التى لا تشرب، فسكروا فتنهقوا، فشوشوا على الناظرين، فاخذهم جنوده فطرحهم في سجن يليق بهم.
وانت تعلم ان الملك لما بنى هذا القصر لهذه المقاصد، وحصول هذه المقاصد مربوط بوجود هذا الاستاذ، وباستماع الناسله.. يحق ان يقال: لولا هذا الاستاذ لما بنى الملك القصر. واذا لم يستمع الناس لتعليمات الاستاذ المبلِّغ يخرب القصر ويبدل.
واذا تفطنت لسر التمثيل فانظر الى صورة الحقيقة.. واما القصر فهذا العالم الذي نوّر سقفه بمصابيح متبسمة، وزيّن فرشه بازاهير متزينة. واما الملك فهو سلطان الازل والابد الذي: ﴿تُسَبحُ لَهُ السَّمواتُ السَّبْعُ والارْضُ وََمَنْ فيهِنَّ وانْ مِن شَئٍ اِلاَّ يُسَبحُ بحمدِهِ﴾(الاسراء:44) ﴿الله الذَّي خَلَقَ السَّمــواتِ والارضَ في سِتَّةِ ايّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى العَرْش يُغشى اللَّيْلَ النَّهار يَطْلُبُهُ حَثيثاَ والْشَمْسَ والقَمَرَ والْنُجُومَ مُسَخَّراتٍ بِاَمْرِهِ﴾ (الاعراف:54). واما المنازل فالعوالم المزينة كل بما يناسبه. واما الصنائع الغريبة فهي معجزات قدرته. واما الاطعمة فهي خوارق ثمرات رحمته. واما المطبخ والتنور فالارض وسطحها. واما الكنوز المخفية وجواهرها فالاسماء القدسية وجلواتها. واما النقوش ورموزها فمنظوماته المصنوعات المرموزات ودلالاتها على اسماء نقاشها. واما الاستاذ المعلم ورفقائه وتلامذته فسيدنا محمد والانبياء عليهم الصلاة والسلام والاولياء رضي الله عنهم. . واما حواشي الملك في

لايوجد صوت