ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 484
(451-507)

نعم. أين فيضك بمقدار قابليتك من تجلي ربك في مرآة قلبك أيّها الولي، ثم اين فيض النبيّ من تجلي رب العالمين بالاسم الاعظم في مرآة العرش الأعظم الأم لجميع العروش باعتبار الاسماء بجلواتها؟.. كما، اين فيضك من شمسك في مرآتك الصغيرة المكدّرة، ثم اين الفيض من شمس العالم في سقف السماء؟ و..كما أين خطابُ مَلكٍ لأحد رعيته بأمر جزئي لحاجة بتلفونه الخاص، ثم اين فرمان ذلك الملك
بعنوان السلطنة العظمى وباسم الخلافة الكبرى ومن حيثية حشمة مالكيته العليا وبقصد تشهير أوامره في أطراف مملكته بواسطة سفرائه وأمنائه؟.
فمن هذا السرّ العظيم يفهم سرُّ كون أكثر الوحي بواسطة المَلَك، والإلهام الالهي بدونه.. وسرُّ عدم بلوغ أعلى وليّ درجةَ أحد نبيّ من الأنبياء.. وسرُّ عظمة القرآن وعزة قدسيته وعلو اعجازه في غلو اِيجازه.. وسرُّ لزوم المعراج الى السماء الى سدرة المنتهى الى قاب قوسين، لمناجاة مَنْ هو أقرب اليه من حبل الوريد.. ثم الرجوع في طرفة عين. وغير ذلك من الأسرار..
ثم ان الكلام النفسي كالعلم والارادة صفةٌ أزلية بسيطة معلوم الوجود والثبوت، مجهول الكُنهِ والكيفية. وان الكلمات لا نهايةَ لها.
﴿سبحانك لا علم لنا الاّ ما علمتنا انك انت العليم الحكيم﴾(البقرة:32)
أيها الناطر! هذا المبحث العظيم من تتمات القطرة الرابعة من الرشحة الرابعة عشرة.

لايوجد صوت