ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 481
(451-507)

الاسماء، اذ لا طاقة لأعظم الاسباب على حمل أخف المسببات، كما ترى تماس دائرة الافق من الجبال بالسماء، مع ما بينهما من المسافة العظيمة التي تطلع فيها النجوم، كأمثال:
﴿فلينظر الانسان الى طعامه  أنا صًببنا الماء صباً  ثم شققنا الأرض شقاً  فانبتنا فيها حباً  وعنباً وقضباً  وزيتوناً ونخلاً  وحدائق غُلباً  وفاكهة وأباً  متاعاً لكم ولأنعامكم﴾ (عبس:24-32).
نعم! أشار بلفظ (متاعاً) وبذكر الثمرات العجيبة الصنعة والحكمة الى عزل الاسباب الظاهرية الجامدة عن التأثير الحقيقي.
وكذا:
﴿ألم تر ان الله يُزجي سحاباً ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاماً فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من بردٍ فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار  يقلب الله الليل والنهار ان في ذلك لعبرة لأولي الأبصار  والله خلق كل دابةٍ من ماءٍ فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شئ قدير﴾(النور:43-45).
وكذا قد يعدّ عجائب أفعاله تعالى ليعدّ الذهن ويحضره لقبول خوارق أفعاله الأخروية أو يذكر أفعاله الاستقبالية الأخروية بصورة تشير الى نظائرها المشهودة لنا كأمثال:
﴿أوَ لم يَر الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين  وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم  قل يحييها الذي أنشأها أول مرّة وهو بكُلّ خَلقٍ عَليمٍ  الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِنَ الشَّجَرِ الأخْضَرِ نَاراً فَاِذَا

لايوجد صوت