ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 478
(451-507)

اعلم! ان في ختم الآيات في الأغلب بفذلكات متضمنة للاسماء الحسنى، أو بعينها، أو متضمنة للأمر بالتفكر والحوالة على العقل، أو متضمنة لأمر كلي من المقاصد القرآنية، شرارات من نور حكمته العلوية ورشاشات من ماء هدايته الالهية؛ اذ القرآن الحكيم ببيانه الاعجازي، يبسط الآثار وافعال الصانع للنظر، ثم يستخرج منها الاسماء، أو ثبوت الحشر، أو التوحيد، كأمثال:
﴿خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى الى السماء فسويهن سبع سموات وهو بكل شيء عليم﴾ (البقرة:29)، ﴿ألم نجعل الأرض مهاداً  والجبال أوتاداً  وخلقناكم أزواجاً  وجعلنا نومكم سباتاً وجعلنا الليل لباساً  وجعلنا النهار معاشاً  وبنينا فوقكم سبعاً شداداً  وجعلنا سراجاً وهاجاً  وانزلنا من المعصرات ماءً ثجاجاً  لنخرج به حباً ونباتاً  وجناتٍ ألفافاً  ان يوم الفصل كان ميقاتاً﴾(النبأ:6-17).
وكذا ينشر للبشر منسوجات صنعه ثم يطويها في الاسماء، أو الحوالة على العقل كأمثال:
﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمّن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبّر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون  فذلكم الله ربكم﴾ (يونس:31-32).
و﴿ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون﴾ (البقرة:164).

لايوجد صوت