ودرسُ القرآن للبشر وتعليمه له: (البيع). يقول له: بِعْ تربَحْ.. ﴿انّ الدار الآخرة لهي الحيوان﴾(العنكبوت:64) واما درسُ فلسفةِ مدنيةِ الكفار يقول: تملّك ﴿اِنْ هي الا حياتنا الدنيا﴾(الانعام:29) فانظر التفاوتَ بين الهدى المنوّرِ والدّهاء المزوّر.
اعلم(1)....
[24] اعلم!(1) انه سبحانه قريبٌ، وانت بعيدٌ، اِذ كما انه معك، هو مع جميع أفراد نوعك، وكما انه مع نوعك، هو مع جميع أفراد جنسك، وكما انّه هو مع جنسك، هو مع جميع جزئيات ذوي الحياة، وكما انه مع جميع ذوي الحياة هو مع سائر طبقات الموجودات ودوائرها، طبقةً الى طبقة جميع الموجودات والى طبقة الذرّات والأثير والروحانيّات والمعنويات والى مالا يحيط به الوهمُ.
فأذا أردتَ القربَ من جهتك لابدّ ان تمرّ منك متبسطاً مترفّعاً من الجزئية الى مقام كليةِ النوع، ثم تذهب مترقّياً في الكلية باطلاق الرّوح في التجرّد الى مقام الجنس، وهكذا الى قطعِ قريبٍ من سبعين ألفِ حجاب؛ اذ اِنّه كما أنّه عندك فهو عند كلّ شئ. فانما تكون عنده - من عندك - اِن كنتَ عند كل شئ، ثم بعده يصادفك مالا يحد من مسافة ما بين الإمكان والوجوب.
كيف الوصول الى بعيدٍ في قربه ودونَهُ ألوف سرادقات؟ ودونهنَّ حتوفٌ، فاذ كان هذا هكذا فأفْنِ منْكَ بُعدِكَ لتبقى به وتَقرُب بقربه.
اعلم(2)....
[31]……
------------------
(1) المباحث الموجودة هنا ابتداء من ص [12] الى ص [16] ومن ص [17] الى ص [24] من المخطوط منشورة في رسائل متفرقة من المثنوي العربي النوري.
(1) هذه المسألة الدقيقة تتناولها الكلمة الرابعة عشرة بتفصيل وتوضيح.
(2) هذا المبحث من هذه الصفحة [24] منشور في المثنوي العربي النوري.