وانت أيها الغافل لا تبيعه.. فتخون في أمانته.. وتُسقط قيمته من الثريا الى الثّرى.. ثم يضيع بلا فائدة.. فيفوتك ذلك الثمن العظيم. وتبقى في ذمتك تكاليف تعهّده وآثامه ويثقل ظهرك كلفة محافظته وآلامه.. خسارة في خسارة في خسارة في خسارة في خسارة.
مَثَلُكَ في هذهِ المعاملةِ كَمثَلِ رجل مسكين في رأس جبلٍ، أصابت ذلك الجبلَ زلزلةٌ جعلت يتساقط منه في أعماق الأودية جميعُ أمثال ذلك الرجل فيتمزقُ ما في أيديهم، ويرى هذه الحالة وهو أيضاً (على شفا جرف هار) أوشك ان ينهار به في البوار. مع ان في يده امانةً وهي ماكينةٌ مرصّعة عجيبة، فيها موازين لا تعد وآلات لاتحد وفوائد لا تحصى وثمرات لا تُستَقْصى. فقال له مالك الماكينة كرماً ورحمةً: أريد ان أشتري منك مالي الذي في يدك كأنه مالُك - لئلا تنكسرَ ضايعاً بسقوطك - فأحافظها واُسلّمها لك حين خروجك من الوادي بصورة باقية لاتنكسر أبداً. ولأجل ان تتصرف في آلاتها وتستعمل موازينها في بساتيني الواسعة وخزائني المشحونة فتتزايد قيمتُها وتأخذَ أنواع أجوراتها وثمراتها، والاّ صارت كآلةٍ عاديةٍ ساقطةِ القيمة مستعملة في مضيقات بطنك وغارَيك. اِذ أين بطنُك وشهوتَك وأين البساتينُ والخزائنُ الالهية وكيف يَسعُ غاراك استعمالَ ماكينة تضيق عنها الدنيا. وها أنا أعطيك بدلها ثمناً عظيماً. ولا أخرجها من يدك في مدة بقائك في هذا الجبل، بل آخذ حلقتها العليا ليتخففَ عنك ثقلُها ولا تتعجز بكلفتها. فان قبلتَ البيعَ فتصرّف فيها باسمي وحسابي كنفرٍ يعمل في ما في يده باسم السلطان وحسابه بلا خوف مما يأتي ولا حزن على مامضى، وان لم تقبلْ هذا البيعَ الذي فيه ربحٌ بخمسةِ وجوهٍ خسرتَ بخمسةٍ وجوهٍ وصرتَ خائناً في الأمانة مسؤولاً عن ضياعها.
((خداء بر كرم خود ملك خود رامى خردازتو: بهاء بى كران داده نكه دار دبراء تو))