ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 472
(451-507)

وصفاؤها. وانما تتجلى لك خلف مألوفاتك ومعلوماتك بصبغٍ من لون قابلياتك.
فاذهبي انت ايتها (الرشحة) [11] الفقيرة الضعيفة بالتبخر راكبة على البخار الى الهواء ثم انقلبي ناراً ثم تحولي نوراً ثم اركبي على شعاع من أشعات جلوات الضياء.. فأين ما كنت من تلك المراتب لكِ منفذٌ صافٍ الى العين(1)، تراها بالعين اليقين - وان لم يكن بالعين(2) - وترى لزوم لوازماتها لها، ولا يأخذ على يدك في اثبات آثار سلطنتها الذاتية ضيقُ البرازخ، ولا قيدُ القابليات، ولا صُغر المرايا.
اذ تفطنت ان ما يشاهد في المظاهر جلواتُها لا هي هي أي ذاتها في ذاتها. فالواصلون من هذه الطرق الثلاثة متفاوتون في تفاصيل المزايا والشهود وان اتفقوا على الحق والتصديق.
اعلم!(3) ايها الانسان انك واحد قياسيّ بخمسة وجوه:
اذ أنت فهرستةٌ جامعة لغرائب آثار جلوات الاسماء الحسنى.
ومقياسٌ بجزئيات صفاتك وربوبيتك الموهومة لمعرفة صفاته المحيطة وفهمها بتصور حدود موهومة.
وميزان لدرجات نفي الشِركة في الآفاق، بحيث اذا أذعنتَ بانك كُلّكَ مُلكه آمنتَ بان لا شريك له في العالم واذا أعطيتَ ثلثك له وثلثك للاسباب وثلثك لنفسك حصل هذا التقسم في جميع الكائنات. واذا ملّكتَ أنانيتك درهماَ من مُلكه لزِمك ان تصدّق مالكيةَ كل فردٍ وكل سببٍ لدرهمٍ فتُقسم مالَ الله على ما سواه.
وكذا خريطة للعلوم الكونية والمعارف الآفاقية فاِذا إنفتحتْ (أنت)(1) لك انكشف لك الكون، واذا اُنسيتَ نفسَك انغلق عليك

-----------------

(1) المقصود: الشمس.
(2) أي بالبصر.
(3) توضيح هذا المبحث في اللمعة الثلاثين (اسم الله القيوم) والنافذة الحادية والثلاثين من الكلمة الثالثة والثلاثين.

لايوجد صوت