ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 470
(451-507)

[10] مثلاً (ولله المثل الاعلى) ان الشمس لها تجلٍّ كلي بإذن خالقها على الأزاهير، ثم تجلٍّ أخص على نوعٍ نوعٍ منها، ثم تجلٍّ جزئيّ على زهرةٍ زهرةٍ، على قول من يقول ان ألوانها من استحالات ضياء الشمس.
وكذا لها تنويرٌ واِفاضة كلّية باذن مُبدعها على السيّارات والقمر، مع ان القمر يفيض ذلك النور الظلّي المُستفاد منها على البحار وحَباباتها وقطراتها، وعلى التراب وشفافاته. وعلى الهواء وذراته.
وكذا لها انعكاسٌ صافٍ كلّي بأمر فاطرها في مرايا جوّ الهواء ووجوه البحار. ثم لها انعكاسات جزئية وتماثيل صغيرة في الظاهر على حبابات وجه البحر، وقطرات الماء، ورشحات الهواء، وزُجَيجات الثلج.
فللشمس الى كلّ زهرة، وقطرة، ورشحة في الوجوه الثلاثة طريقان:
احدهما: بالاصالة وبلا برزخ، بلا حجاب.. الممثّل لمنهاج فيض النبوة.
والثانية: تتوسّط فيها البرازخ.. وتصبغ الجلوات بقابليات المرايا والمظاهر وهذه ممثل لمسلك الولاية.
فللزهرة، والقطرة، والرشحة ان تقول في الأول: أنَا مرآة شمس العالم، وفي الثاني: انما تقول أنَا مرآة شمسي أو شمس نوعي. مع ان شمس نفسها أو نوعها أو جنسها لاتسع (وهي في مضيقات البرازخ) كل لوازمات الشمس المطلقة من ربط السيارات بها وتسخين الأرض وتنويرها وتحريك حياة النباتات وغيرها، بل انما تسندها الى المقيد المشهود لها، من جهة ان المقيد عين المطلق، لكن هذا الحكم له، عقلي لا شهودي. بل قد يصادم شهودَه.

لايوجد صوت