السيرة الذاتية | الفصل الأول | 70
(43-71)

بسوء على الملا سعيد. فما ان سمع هذا الخبر حتى انطلق إلى زيارة الشيخ الكفروي.. فتلقاه الشيخ بالترحاب وحضر درساً له، كان هذا الدرس هو الدرس الأخير الذي تلقاه سعيد الشاب)).(4) حيث ارتجل الشيخ الدرس بـ(الحمد لله الذي قدّر مقادير الأشياء بقدرته وصوّر تصاوير الأشكال بحكمته والصلاة على محمد محيط مركز دائرة النبوة وعلى آله حبيب كسـوة الفتوة والمروة ما دارت على سطوح الأفلاك والنجوم، وما سارت في روايا الغبراء الغيوم).(5)
نعم ان الدرس الأخير والأكثر بركة قد تلقيته من الشيخ محمد الكفروي (قدس سره) الذي أظهر شفقته وعطفه عليّ بما يفوق حدي بكثير.(6)
((وفي إحدى الليالي يرى ما يراه النائم: ان الشيخ محمد الكفروي يخاطبه: يا ملا سعيد تعال لزيارتي، فإني سأرحل. ويبادر إلى زيارته حالاً. ولكن يشاهد رحيل الشيخ طائراً من البيت. وينـتبه من النوم، وينظر إلى الساعة فإذا هي السابعة - حسب التوقيت الغروبي - (أي منتصف الليل) ثم يعود إلى النوم ثانية. وفي الصباح يسمع نداء النعي يتصاعد من بيت الشيخ، فيذهب لاستقصاء الخبر فيعلم انه قد توفي في الساعة السابعة مساءً ويرجع محـزوناً مردداً ﴿إنّا لله وإنّا إليه راجعون﴾ رحمة الله عليه...آمين)).(1)
1897م (1314هـ)
جهوده في المصالحة بين العشائر
((لما لم يكن في مدينة وان عالم معروف دعاه الوالي (حسن پاشا) إليها فذهب إليها واستقر فيها خمس عشرة سنة، قضاها في التجوال بين العشائر لإرشـادهم وفي تدريـس الطلاب. فضلاً عن تكوين علاقات مع الوالي والموظفين في المدينة. كان جلّ اهتمامه في هذه الفترة المصالحة بين العشائر. فما كان يطرق سمعه نزاع بين العشائر الاّ ويتوجه إليهم ويرشدهم، حتى انه استطاع إجراء الصلح بين (شكر آغا) و(مصطفى پاشا) رئيس عشيرة ميران بينما أخفقت الإدارة العثمانية من فض النـزاع بينهما. وعندها خاطب الملا سعيد مصطفى پاشا:

(4) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı
(5) ب/101، ش/70
(6) ب/101 عن ملحق بارلا /166 -ط. انوار
(1) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı

لايوجد صوت