السيرة الذاتية | الفصل الأول | 67
(43-71)

السياسة. فأفقت من نومي برؤيا - كمال - المشهور(3) حيث أنني بايعت السلطان سليم وقبلت فكره في الإتحاد الإسلامي، لان ذلك الفكر هو الذي أيقظ الولايات الشرقية، فهم قد بايعوه على ذلك.
فالشـرقيون الآن هم أولئك لم يتغيروا. فأسلافي في هذه المسألة هم: السيد جمال الدين الأفغاني، ومفتي الديار المصـرية الشيخ محمد عبده. ومن العلماء الإعلام على صعاوي، و العالم تحسين. والشاعر نامق كمال الذي دعا إلى الإتحاد الإسلامي والسلطان سليم الذي قال:
إن مغبة الاختلاف والتفرقة يقلقاني حتى في قبري
فسلاحنا في دفع صولة الأعداء إنما هو الإتحاد
ان لم تتحد الأمة فإنّي أتحرق أسىً.(4)
كرامة الصلاة :
((ولأنه أبدى نشاطاً دائباً ومناصرة للمنادين بالحرية واهتماماً بالأمور الاجتماعية والسياسية، قرر متصرف ماردين سوقه مكبلاً بالأغلال إلى مدينة بتليس بصحبة اثنين من الجندرمة.
وفي طريقهم إلى (بتليس) حان وقت الصلاة، فطلب من الجندرمة فك القيود الاّ انهم أبوا، ففكّها بيسر كمن يفك منديلاً، وألقاها أمامهم. فظل الجندرمة مبهوتين من هذا الأمر، وعدّوه كرامة. فقالوا متوسلين راجين:
- كنا حراسك إلى الآن، أما بعد الآن فنحن خدامك!
و حينما كان يُسأل: كيف انحلّت القيود؟ يقول: وأنا كذلك لا أعلم وإن هو إلاّ كرامة الصلاة ليس إلاّ.))(1)
((وطرق سمعه يوماً في (بتليس) ان الوالي وعدداً من الموظفين يشربون الخمر فثارت ثائرته وقال:
لن يرتكب هذا الفعل شخص يمثل الحكومة في مدينة مسلمة مثل بتليس! فذهب فوراً إلى مجلس الخمر، ووعظهم موعظة بليغة اولاً واستهلها بحديث شريف حول الخمر، ثم اخذ ينهال عليهم بكلام جارح، وكانت يده على مسدسه يتوقع إشارة من الوالي للتعدي عليه. إلاّ ان الوالي كان حليماً صبوراً لم ينبس ببنت شفة.
وعندما انصرف الملا سعيد من المجلس قال له مرافق الوالي:
- ماذا فعلتم إن كلامكم هذا يوجب الإعدام.

(3) آثار بديعية/ 462 . والمقصود كتاب "رؤيا" للشاعر نامق كمال الذي نُشر في مصر سنة 1908 وكان من المؤمنين بالحرية والإتحاد الإسلامي.
(4) صيقل الإسلام- المحكمة العسكرية/ 446
(1) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı، والحادثة مذكورة في مذكرات الملا عبد المجيد حيث سمعها بالذات من السيد إبراهيم أحد اللذين أخذا سعيداً الشاب الى بتليس . ب/ 97، ش/ 74.

لايوجد صوت