و(المواقف) وأمثالهما من الكتب التي تردّ الشبهات وتدفع الشكوك الواردة على الدين، فضلاً عن حفظه متون كتب العلوم الآلية كالنحو والصرف والمنطق وغيرها، ومتون كتب العلوم العالية كالتفسير وعلم الكلام والحديث والفقه. فبدأ بحفظ متن كتاب (المرقاة)(3) دون حواشيه وشروحه، ثم قارن بين وجهة نظره ومبلغ فهمه، وما ورد في حواشي الكتاب وشروحه. فرأى ان جميع مسائله مطابقة لما في ذهنه، الاّ في ثلاث كلمات، لم تتطابق مع الشرح. واستحسن العلماء عمله هذا واعجبوا به.
ولهذا اهتم بحفظ تلك المتون من أمهات الكتب الإسلامية في مختلف العلوم والفلسفة، لتصبح مفاتيح للحقائق القرآنية، ورداً للشبهات الواردة على الدين)).(4)
[واستمر على ذلك حتى نهاية عمره فيقول عن نفسه:] إن ومضة نور معنوي، في دماغ إنسان يملك قوة حافظة لا تتجاوز حجم ظفر، هذا الشخص ادرج في دماغه كلمات تسعيـن كتابا، ويتم قراءة هذا الجزء فقط من حافظته في ثلاثة اشهر بمعدل ثلاث ساعات يوميا، ويمكنه ان يراجع ويخرج من تلك الحافظة ما يشاء ومتى يشاء مما شاهده وسمعه وما تراءت أمامه من صور ومعان وكلمات اعجب بها او تحير منها، او رغب فيها.. مع جميع الصور والأصوات طوال عمره الذي ناهز الثمانين.. كل ذلك مجموعة في صحيفة تلك الحافظة. لذا يرى ان تلك الحافظة كأنها مكتبة ضخمة نسقت فيها المحفوظات منتظمة مرصوفة.(1)
فكانت تلك الملكة نعمة عظمى إذ لو كنت أجيد الكتابة، لما كانت المسائل تقرٍ في القلب، فما من علم بدأت به سابقا إلا وكنت أكتبه في روحي لحرماني من الكتابة الجيدة.(2)
درس أخير:
((وقد أشاع أحدهم ذات يوم قولاً: ان الشيخ محمداً الكفروي(3) قد دعا
(3) مرقاة الوصول الى علم الاصول : كتاب في المذهب الحنفي لمحمد بن فرا مروز الخسروي (ت:885هـ).
(4) Tarihce-i Hayat, ilk hayatı
(1) الملاحق - اميرداغ 2/ 412
(2) الملاحق - بارلا /81
(3) ولد في قرية "كفرة " التابعة لـ "سعرد" واستقر أخيراً في بتليس وتوفي فيها سنة 1897م (1313هـ).