نحن شواهد صدق على وجود الصانع الجليل وعلى وحدانيته وقدرته.
نتفرج كالملائكة على تلك المعجزات اللطيفة التي جمّلت وجه الأرض.
فنحن ألوف العيون الباصرة تطل من السماء إلى الأرض وترنو إلى الجنة.
نحن ألوف الثمرات الجميلة لشجرة الخلقة، علّقتنا يدُ حكمة الجميل ذي الجلال على شطر السماء وعلى أغصان درب التبانة.
فنحن لأهل السموات مساجدٌ سيارة ومساكنٌ دوّارة وأوكار سامية عالية ومصابيح نوّارة وسفائن جبارة وطائرات هائلة!
نحن معجزات قدرة قدير ذي كمال وخوارق صنعة حكيم ذي جلال. ونوادر حكمة ودواهي خلقة وعوالم نور.
هكذا نبيّن مائة ألف برهان وبرهان، بمائة ألف لسان ولسان، ونُسمعها إلى مَن هو إنسان حقاً.
عميت عين الملحد لا يرى وجوهنا النيّرة، ولا يسمع أقوالنا البيّنة.. فنحن آيات ناطقة بالحق.
سكّتُنا واحدة، طُرّتُنا واحدة، مسبّحات نحن عابدات لربنا، مسخّرات تحت أمره.
نذكره تعالى ونحن مجذوبات بحبّه، منسوبات إلى حلقة ذكر درب التبانة.(1)
شجرة الدلب مثالاً
لما كانت الكائنات في حكم شجرة، يمكن اتخاذها إذن مثالاً لإظهار حقائق الكائنات. فنأخذ هذه الشجرة الضخمة التي أمام غرفتنا، وهي شـجرة الـدُلب العـظيمة، بوصفها مثـالاً مـصغراً للكائـنات. وسنبين تجلي الأحدية في الكائنات بوساطتها، على النحو الآتي:
ان لهذه الشجرة ما لا يقل عن عشرة آلاف ثمرة، ولكل ثمرة ما لا يقل عن مئات من البذور المجنحة، أي أن كل هذه الأثمار العشرة آلاف والمليون من البذور تكون موضع الإيجاد والإتقان في آن واحد، بينما
---------------------
(1) 247-الكلمات/246-