السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 232
(216-252)

خيال بيند ازين اشجار: ملائك را جسد آمد سماوى باهزاران نى
أما الخيال فانه يرى كأن الملائكة الموكلين بهذه الأشجار قد دخلوا جذوعها ولبسوا أغصانها المالكة لقصيبات الناي بأنواع كثيرة. وكأن السلطان السرمدي قد ألبسهم هذه الأجساد في استعراض مهيب مع آلاف أنغام الناي، كي تُظهِر تلك الأشجار أوضاع الشكر والامتنان له بشعور تام، لا أجساداً ميتة فاقدة للشعور.
ازين نيها شنيدت هوش ستايشهاى ذات حى
فتلك النايات مؤثرة الأنغام صافيتها، إذ تخرج أصواتاً لطيفة كأنها منبعثة من موسيقى سماوية علوية، فلا يسمع الفكر منها شكاوى آلام الفراق والزوال، كما يسمعها كل العشاق وفي مقدمتهم (مولانا جلال الدين الرومي) بل يسمع أنواع الشكر للمنعم الرحمن، وأنواع الحمد تقدم إلى الحي القيوم.
ورقهارا زبان دارند همه(هو هو) ذكردارند به در معناي: حى حى
وإذ صارت الأشجار أجساداً. فقد صارت الأوراق كذلك ألسنة. كل منها تردد بآلاف الألسنة ذكر الله بـ(هو.. هو).. بمجرد مسّ الهواء لها. وتعلن بتحيات حياتها إلى صانعها الحي القيوم
جو (لاَ اله الا هو) برابر مى زند هر شى
لاَن جميع الأشياء تقول: (لا اِله الا هو) وتعمل ضمن حلقة ذكر الكائنات العظمى.(1)
رسالة تستنطق النجوم
كنت يوماً على ذروة قمة من قمم جبل (چام) نظرت إلى وجه السماء في سكون الليل، واذا بالفقرات الآتية تخطر ببالي، فكأنني استمعت خيالاً إلى ما تنطق به النجوم بلسان الحال.. كتبتها كما خطرت دون تنسيق على قواعد النظم والشعر لعدم معرفتي بها.
واستمع إلى النجوم ايضاً، إلى حلو خطابها الطيب اللذيذ.
لترى ما قرّره ختم الحكمة النيّر على الوجود.

انها جميعاً تهتف وتقول معاً بلسان الحق:
نحن براهين ساطعة على هيبة القدير ذي الجلال

لايوجد صوت