السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 231
(216-252)

هر كس بتماشا كه حسناته زهر جاى تشبيه نكاران بجمالا ته دنازن
أي لقد أتى الجميع مسرعين من كل صوب لمشاهدة حسنك، انهم بجمالك يتغنجون ويدلون.
وتعبيراً عن معاني العبرة، بكى قلبي على هذه الصورة:
يا رب! هر حى بتماشاكه صنع تو زهر جاى بتازى
يارب! ان كل حي، يتطلع من كل مكان، فينظرون معاً إلى حسنك، ويتأملون في روائع الأرض التي هي معرض صنعك.
زنشيب از فرازى مانند دلالان بنداء بآوازى
فهم كالدعاة الأدلاء، ينادون من كل مكان، من الأرض، ومن السماوات العلى إلى جمالك.
إلى ان يقول:
أما الروح فقد تعلمت من هذه المشاهد:
ان الأشياء تتوجه إلى تجليات اسماء الصانع الجليل بالتسبيح والتهليل فهي أصوات وأصداء تضرعاتها وتوسلاتها.
قلب مي خواند أزين آياتها: سر توحيد ز علو نظم اعجازى
أما القلب فانه يقرأ من النظم الرفيع لهذا الإعجاز، سر التوحيد في هذه الأشجار كأنها آيات مجسمات.
أي ان في خلق كل منها من خوارق النظام وإبداع الصنعة وإعجاز الحكمة، ما لو اتحدت أسباب الكون كلها، وأصبحت فاعلة مختارة، لعجزت عن تقليدها.
نفس ميخواهد درين ولوله ها! زلزله ها: ذوق باقى در فناى دنيابازى
أما النفس؛ فكلما شاهدت هذا الوضع للاشجار، رأت كأن الوجود يتدحرج في دوّامات الزوال والفراق. فتحرّت عن ذوقٍ باقٍ، فتلقت هذا المعنى: انك ستجدين البقاء بترك عبادة الدنيا.
عقل مي بيند ازين زمزمه هادمدمه ها:نظم خلقت نقش حكمت كنـز رازى
أما العقل فقد وجد انتظام الخلقة، ونقش الحكمة وخزائن أسرار عظيمة في هذه الأصوات اللطيفة المنبعثة من الأشجار والحيوانات معاً، ومن انداء الشجيرات والنسائم. وسيفهم ان كل شئ يسبّح للصانع الجليل بجهات شتى.
آرزو ميدارد هوا ازين همهمه ها هوهوها مرك خود در ترك اذواق مجازى
أما هوى النفس، فانه يلتذ ويستمتع من حفيف الأشجار وهبوب النسيم ذوقاً لطيفاً ينسيها الأذواق المجازية كلها، حتى انه يريد ان يموت ويفنى في ذلك الذوق الحقيقي، واللذة الحقيقية بتركه الأذواق المجازية، التي هي جوهر حياته.

لايوجد صوت