ولقد دفعت هذه الرسالة بلاءً كبيراً، فبسبب من فوضى الأفكار التي سادت وبسبب من الهزات التي سببتها الحرب العالمية فقد وجد المنافقون الذين ينكرون الحشر الفرصة سانحة لهم، وبدأوا بإظهار أفكارهم المسمومة في كثير من الأماكن، وعندها ظهرت (الكلمة العاشرة-رسالة الحشر) وطُبع منها ألف نسخة ووزعت في مختلف الأنحاء، وكل من اطلع عليها قرأها بلهفة، فقصمت بإذن الله أفكار الزندقة الكفرية، وأخرستهم(1) [ومع هذا] فان هذه الكلمة (الكلمة العاشرة) لم تُقدّر حق قدرها. فقد طالعتُها بنفسي ما يقرب من خمسين مرة، وفى كل مرة أجد لذة جديدة واشعر بحاجة إلى قراءة أخرى. فمثل هذه الرسالة يقرأها بعضهم مرة واحدة ويكتفي بها وكأنها رسالة كسائر الرسائل العلمية. والحال ان هذه الرسالة من العلوم الإيمانية التي تتجدد الحاجة إليها في كل وقت كحاجتنا إلى الخبز كل يوم..(2)
إطلاق إسم (رسائل النور)
أخذتني الأقدار نفياً من مدينة إلى أخرى.. وفي هذه الأثناء تولدت من صميم قلبي معاني جليلة نابعة من فيوضات القرآن الكريم.. أمليتها على مَن حولي من الأشخاص، تلك الرسائل التي أطلقت عليها إسم (رسائل النور) انها انبعثت حقاً من نور القرآن الكريم. لذا نبع هذا الاسم من صميم وجداني، فأنا على قناعة تامة ويقين جازم بان هذه الرسائل ليست مما مضغته أفكاري وانما إلهام إلهي افاضه الله سبحانه على قلبي من نور القرآن الكريم، فباركت كل من استنسخها، لأنني على يقين ان لا سبيل إلى حفظ إيمان الآخرين غير هذه السبيل فلا تمنع تلك الفيوضات عن المحتاجين إليها. وهكذا تلقفتها الأيدي الأمينة بالاستنساخ والنشر، فأيقنت ان هذا تسخير رباني وسَوق إلهي لحفظ إيمان المسلمين فلا يستطيع أحد ان يمنع ذلك التسخير والسوق الإلهي، فاستشعرت بضرورة تشجيع كل مَن يعمل في هذه السبيل امتثالاً بما يأمرني به ديني.(3)
ان سبب إطلاق اسم (رسائل النور) على مجموع الكلمات (وهي ثلاث وثلاثون كلمة) و المكتوبات (وهي ثلاثة وثلاثون مكتوباً) و اللمعات (وهي إحدى وثلاثون لمعة) و الشعاعات (وهي ثلاثة عشر شعاعاً) هو:
ان كلمة النور قد جابهتني في كل مكان طوال حياتي، منها:
-----------------------
(1) الشعاع الثامن
(2) الملاحق - بارلا/77
(3) الشعاعات/542