السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 251
(216-252)

علي)(1) تجاه أحد إخواننا الذي سيكون منافساً له في الاستنساخ اليدوي جدير بأن تطلعوا عليه، أذكره لكم وهو الآتي:
جاءني (الحافظ علي) وقلت له : ان خط الأخ (فلان) أجود من خطه وانه اكثر منه عملاً ونشاطاً. واذا بي أجد ان الحافظ علي يفتخر بإخلاص ومن الصميم بتفوق الآخر عليه، بل إلتذ بذلك وانشرح، وذلك لان الآخر قد استطاع جلب محبة أستاذه وثنائه عليه. راقبت قلبه أمعنت فيه بدقة، وعلمت انه ليس تصنعاً قط. بل شعرت انه شعور خالص. فشكرت الله تعالى على ان في إخواننا من يحمل هذا الشعور السامي، وسينجز هذا الشعور بأذن الله كثيراً جداً من الخدمات. والحمد لله فان ذلك الشعور الأخوي قد سرى تدريجياً في صفوف إخواننا في هذه المنطقة.(2)
علاقة الطلاب بالأستاذ:
سأبين لكم وجهة نظري - بما يفيدكم - حول العلاقات القائمة بين الأستاذ والطلاب وزملاء الدرس، وهي:
انتم يا اخوتي، طلابي - بما هو فوق حدّي - من جهة، وزملائي في الدرس من جهة أخرى، ومساعديّ واصحاب الشورى من جهة أخرى.
اخوتي الأعزاء!
ان أستاذكم ليس معصوماً من الخطأ، بل من الخطأ الاعتقاد انه لا يخطئ.
ولكن وجود تفاح فاسد في بستان لا يضر بالبستان، ووجود نقد مزوّر في خزينة لا يسقط قيمة الخزينة.
ولما كانت السيئة تعدّ واحدة بينما الحسنة بعشر أمثالها، فالإنصاف يقتضي:
عدم الإعتراض وتعكير صفو القلب تجاه الحسنات، إذا ما شوهدت سيئة واحدة وخطأ واحد.
وحيث ان المسائل التي تخص الحقائق، والمسائل الكلية والتفصيلات هي من قبيل السانحات الإلهامية بصورة عامة، فلا غبار عليها قطعاً وهي يقينية.
-----------------

(1) هو من اوائل الذين تتلمذوا على يد الأستاذ النورسي، كان دؤوباً في الاستنساخ، لما انعم الله عليه من جودة الخط ومن علو الهمة، يرد اسمه كثيراً في الرسائل، استشهد في سجن (دنيزلي) سنة 1944 من أثر التسمم عن (46) سنة من العمر رحمه الله رحمة واسعة.
(2) الملاحق - بارلا/58

لايوجد صوت