السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 249
(216-252)

ألفاً ومائة وثلاثين من أمثاله، كل منهم يقابل ألفًا.
وحيث إنني أرى اخوتى الذين يلازمونني في الخدمة دائماً ولا يغادرون بالي ابداً، يسعون للعمل لرسائل النور ويتبنّونها بجدية تامة ويحافظون عليها ويتوارثونها مثلكم ناشدين الحقيقة، مقدّرين كل شئ حق قدره.. أراهم في موضعي وهم اكثر اخلاصاً منى واصلب عوداً وانشط في خدمة القرآن والإيمان.. لذا انتظر أجلي وقبري وموتي بفرح تام وسرور خالص واطمئنان قلبي كامل.
إنني يا اخوتي أراكم عدة مرات في اليوم، في رسائلكم وفي خدماتكم الجليلة التي لا تغادر ذهني، فأشبع شوقي أطمئنه بهذا الأمر. وانتم كذلك يمكنكم ان تحاوروا وتجالسوا أخاكم هذا الضعيف، في الرسائل، حيث الزمان والمكان لا يحولان دون محاورات أهل الحقيقة ومحادثاتهم، حتى لو كان أحدهم في الشرق والآخر في الغرب وآخر في الدنيا وآخر في البرزخ؛ لأن الرابطة القرآنية والإيمانية - التي هي بمثابة راديو معنوي - تجعلهم يتحاورون فيما بينهم.(1)
ان الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليّ باخوة أقوياء جادّين، مخلصين، غيورين، مضحين، لهم أقلام كالسيوف الالماسية، ودفعهم ليعاونوا شخصاً مثلي لا يجيد الكتابة، نصف أمي، في ديار الغربة، مهجور، ممنوع عن الاختلاط بالناس. وحمّل سبحانه كواهلهم القوية ما أثقل ظهري الضعيف العاجز من ثقل الخدمة القرآنية، فخفف بفضله وكرمه سبحانه حملي الثقيل.
فتلك الجماعة المباركة.. يتشابهون في الشوق إلى العمل والسعي فيه والغيرة على الخدمة والجدية فيها، إذ إن نشرهم الأسرار القرآنية والأنوار الإيمانية إلى الأقطار وابلاغها جميع الجهات، وقيامهم بالعمل دون فتور، وبشوق دائم وهمة عالية، في هذا الزمان العصيب (حيث الحروف قد تبدلت ولا توجد مطبعة، والناس بحاجة إلى الأنوار الإيمانية) فضلاً عن العوائق الكثيرة التي تعرقل العمل وتولد الفتور، وتهوّن الشوق.. أقول ان خدمتهم هذه كرامة قرآنية واضحة وعناية إلهية ظاهرة ليس إلاّ.
نعم! فكما ان للولاية كرامة، فان للنية الخالصة كرامة ايضاً، وللإخلاص كرامة ايضاً، ولاسيما الترابط الوثيق والتساند المتين بين الإخوان ضمن دائرة اخوة خالصة لله، تكون له كرامات كثيرة، حتى ان الشخص المعنوي لمثل هذه الجماعة يمكن ان يكون في حكم ولي كامل

--------------------------

(1) الملاحق- قسطموني / 99

لايوجد صوت