يحظى بالعنايات الإلهية.(1)
الشعور الذي ينجز الخدمات:
سأبين لكم دستوراً في الاخوة عليكم الأخذ به بجد.
ان الحياة نتيجة الوحدة والإتحاد، فاذا ذهب الإتحاد المندمج الممتزج، فالحياة المعنوية تذهب ايضاً أدراج الرياح. فالآية الكريمة: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾(الأنفال:46) تشير إلى ان التساند والترابط إذا اختل تفقد الجماعة مذاقها.
إنكم تعلمون ان ثلاث ألفات إذا كتبت منفردة متفرقة فقيمتها ثلاث، ولكن إذا اجتمعت بالتساند العددي فقيمتها مائة واحد عشر. فان بضع أشخاص من أمثالكم من خدّام الحق إذا عمل كل منهم على انفراد من دون اعتبار لتقسيم الأعمال فان قوتهم تكون بقوة ثلاثة او أربعة أشخاص، بينما إذا ما عملوا متساندين باخوة حقيقية، مفتخراً كل منهم بفضائل الآخرين، حتى يبلغوا بسر الفناء في الاخوة ان يكون أحدهم هو الآخر بنفسه، اقول: انهم إذا ما عملوا هكذا فان قيمة أولئك الأشخاص الأربعة تكون بمثابة أربعمائة شخص.
إنكم يا إخوتي بمثابة مولدات الكهرباء التي تمدّ الضوء إلى بلد عظيم وليس إلى اسپارطة وحدها، فدواليب الماكينة مضطرة إلى التعاون فيما بينها. فإن كلاً من تلك الدواليب -ناهيك عن الغيرة والاستياء- تجد الراحة مما تكسبه من القوة الفائقة التي تمتلكها الدواليب الأخرى حيث انها تخفف عنه عبء الوظيفة.
ان الذين يحملون على أكتافهم أعباء خدمة الإيمان والقرآن والتي هي بمثابة خزينة الحق والحقيقة العظيمة الرفيعة يفتخرون كلما انضم إليهم أكتاف قوية متعاونةً معهم، فيشكرون ربهم.
حذار حذار من فتح باب النقد فيما بينكم. ان ما يستحق النقد خارج الصف كثير بل كثير جداً. فكما أنني افتخر بمزاياكم، وأجد الراحة والسلوان من مزاياكم التي حرمت منها، واعدّها كأنها عندي وأنا المالك لها، فأنتم كذلك عليكم النظر إلى مزايا إخوانكم على هذا النمط. فليكن كل منكم ناشراً لفضائل الآخرين.
ولما كنت أرى ان الشعور الأخوي الخالص الذي أبداه أخونا (الحافظ
-------------------------
(1) المكتوبات/480