السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 248
(216-252)

وعندما بدأت حلقات الطلاب تتسع، بدأت الرسائل تصل إلى القرى والنواحي القريبة من (بارلا) وبدأت الأيدي تتلقف سراً هذه الرسائل وتتدارسها، ويوصلونها حتى إلى المدن البعيدة، حيث بدأت تكتسب قلوباً جديدة وأرواحاً عطشى إلى الهداية والنور في تلك الظروف المحرقة والأحوال المظلمة الحالكة.
بدأت عشرات، ثم مئات، ثم آلاف من طلبة النور رجالاً ونساءً في الانكباب على استنساخ (رسائل النور) ساعات عديدة من الليل والنهار حتى أن بعضاً منهم قضى سبع سنين لم يغادر منـزله وهو مكب على هذه المهمة.حتى كان في قرية (ساو) القريبة من اسپارطة ألف من مستنسخي الرسائل.(2)
النساء في طريق النور:
((وقد ساهمت النساء في هذه الحملة مساهمة فعّالة جديّة فالفتيات اللآئي كنَّ يعرفن الكتابة ساهمن فيها بالاستنساخ، واللآئي يجهلنها كُنَّ يُقلّدنَ الكتابة تقليداً، أي يقمن بالكتابة على طريقة النقش والتصوير .
وقد أتت بعض النسوة إلى الأستاذ سعيد النورسي قائلات له:
يا أستاذنا.. إننا قررنا القيام بالأعمال اليومية لأزواجنا لعلهم يتفرغون كلياً لكتابة (رسائل النور) لنغنم ثواب المشاركة في الخدمة)).(3)
السابقون في قافلة النور(4)
اخوتى الأعزاء الأوفياء الميامين ويا رفقائي الأقوياء المخلصين في خدمة القرآن والإيمان!
حمداً لله بما لا يتناهى من الحمد والشكر، إذ حقق بكم أملي في رسالة (الشيوخ) وادعائي في رسالة (الدفاعات).
نعم، لله الحمد والمنة بعدد الذرات من الأزل إلى الأبد، بما انعم بكم على رسائل النور بثلاثين من أمثال عبدالرحمن، بل مائة وثلاثين، بل

--------------------

1/310.
(2) T.Hayat, Barla hayatı
(3) T.Hayat, Barla hayatı
(4) نقدم هنا بعض الرسائل المتبادلة بين الرعيل الأول والأستاذ النورسي، وملحق (بارلا) حافل بمثل هذه الرسائل فمن شاء فليراجعه.

لايوجد صوت