السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 273
(253-304)

فلابد من وجود وظائف إيمانية أهم من الوظائف العائدة للدنيا. فـ(رسائل النور) توفى بهذه الوظائف بأمر القرآن. وما دام القرآن الذي هو آمر (رسائل النور) وحاكمها وقائدها، يحكم ثلاثمائة وخمسين مليوناً مصدراً إليهم أوامره، ويدفع أربعة أخماسهم إلى الدعاء والالتجاء إلى أبواب الرحمة الإلهية خمس مرات يومياً في الأقل، ويستقرئ أوامره القدسية والسماوية بخشوع في المساجد والجماعات والصلوات كلها، فلابد ان تقوم (رسائل النور)، التي هي تفسير حقيقي له ونور من شمسه وموظف من موظفيه، بهذه الوظيفة الإيمانية، بإذن الله، دون تعريضها إلى الصدمات. إذن، أهل الدنيا واهل السياسة في غنى عن مبارزتها، بل هم بحاجة شديدة إلى الإفادة منها.
نعم. توجد أجزاء كثيرة لـ(رسائل النور) مثل (الكلمة التاسعة والعشرين) التي تكشف طلسم الكائنات المغلق وتفتح أسرار: من أين، وإلى أين المصير ؟ و(الكلمة الثلاثين ) التي تكشف السر الغلق لتحولات الذرات، و(المكتوب الرابع والعشرين) الذي يحل ويكشف الطلسم العجيب للخلاّقية العامة والفعاليةالدائمة في فناء الكائنات وزوالها، و(المكتوب العشرين) الذي يكشف ويحل ويوضح اعمق وأهم سرٍ للتوحيد ويبرهن يُسرَ الحشر البشري بيُسر إحياء ذبابة، واللمعة الثالثة والعشرين المسماة (رسالة الطبيعة) التي تزلزل وتخرّب أساس الفكرِ الكفري لِعبّادِ الطبيعة. ان من يطالع هذه الرسائل بدقة يؤمن ويصدق ان عالِماً او اديباً او استاذاً جامعياً لو يكشف واحدة من هذه الأسرار فقط، وفي أي حكومة من الحكومات، يُكرّمُ بمكافأة او جائزة!
لا ينبغي أن يُظن ان بياناتي تفصيلٌ خارج الموضوع. فان اكثر من مائة رسالةٍ من (رسائل النور) هي ضمن الأوراق التحقيقية لقضيتي، والهيئة الحاكمة مكلّفة بتدقيقها، وأنا مُلزمٌ بالإيضاح والإجابة من جهة تعلقها بالقرآن والعالم الإسلامي والمستقبل. وهناك حاجة إلى بيان احتمالٍ ولو بعيدٍ يتعلق بمسألتنا، إذ ان الوضوح التام لأي مسألة لا يتم إلا ببيان الاحتمالات كلها البعيدة والقريبة وكالآتي:

لايوجد صوت