إذا قال نفر من الشقاة الذين اتخذوا اللادينية والكفر مسلكاً لهم، وحلّوا في بعض أركان الحكومة تحت ستار مقصدٍ سياسي فضللوها، او دخلوا سلك الوظائف وارادوا محو (رسائل النور) بالدسائس، واسكاتي بالتهديد: (لقد مضى زمن التعصب -على القديم- وينبغي نسيان الماضي والتوجه نحو المستقبل بكل قوتنا، ولا نرغب في تدريسك الديني والإيماني القوي بصورته الرجعية).
الجواب:
اولاً: ما يُظنّ انه الماضي قد صار مستقبلاً، بل هو المستقبل الحقيقي. ونحن إليه سائرون.
ثانياً: لقد ارتبطت (رسائل النور) بالقرآن الكريم من جهة كونها تفسيراً له. والقرآن حقيقةٌ جاذبةٌ كالجاذبية العمومية التي تربط الأرض بالعرش. ولا يطيق الذين يحكمون في آسيا مبارزة تفسير للقرآن مثل (رسائل النور)، بل يصالحونها، ويفيدون منها، ويحمونها.
أما سكوتي، فان كانت رؤوس كثيرة لأهل العزة قد اُفتديت في سبيل اكتشافٍ عاديٍ ولإتباع فكرٍ سياسي لا أهمية له ومن اجل كرامةٍ دنيويةٍ، ففي سبيل ثروةٍ تُشترى بها الجنةُ العظيمة، واكسير حياة يُكسِبُ الحياة الأبدية، وكشفياتٍ تُذهل الفلاسفة جميعاً، لو ملكتُ رؤوساً بعدد ذرات بدني، واقتضى ان افتديها، لفديتها بلا تردد. ثم ان إسكاتي بالتهديد او الإزالة، سيجعل ألف لسانٍ ينطق بدل لسانٍ واحد. ورجائي في الله ان يُنطقَ الرحيم الكريم ذو الجلال آلاف الألسن بدل لساني الواحد الساكتِ، برسالة النور التي وقرتْ في الأرواح عبر عشرين سنةٍ الماضية.
مسألة تافهة إلاّ أنني سُئلت عنها كذنب كبير:
يقولون: انك لا تضع القبعة على رأسك ولاتنزع عمامتك في المحكمة وأمثالها من الدوائر الرسمية، بمعنى انك ترفض تلك القوانين، علماً أن رفضها يوجب عقوبة شديدة.
الجواب: ان ردّ القوانين شئ، وعدم العمل بها شئ آخر مغاير عنه تماماً. فان كانت عقوبة الأول الإعدام، فعقوبة الآخر يوم واحد من السجن او غرامة نقدية قدرها ليرة واحدة، او إنذار أو توبيخ.
فأنا لا اعمل بتلك القوانين، ولست مكلفاً بها، لأنني أعيش عيش الإنزواء، فهذه القوانين لا تسرى إلى معكتف المنزوين.