السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 275
(253-304)

تنبيه: على الرغم من أن محاكم (اسپارطة) و (اسكي شهر) و (وزارة الداخلية) قد صادرت كتبي الخاصة -المتراكمة منذ عشر سنوات- ورسائلي الخاصة، فانهم مازالوا ينقبون عمّا اتهمونا به من وجود منظمة سرية، واعترفوا بانهم لم يعثروا على شئ قط، رغم جميع تدقيقاتهم الصارمة.
فأنا أقول:
أيها السادة! عبثاً ترهقون أنفسكم. إن كان ما تبحثون عنه موجوداً، فعدم استطاعتكم العثور عليه طوال هذه المدة يعني أن وراء هذا الأمر قوة لا تُقهر ودهاء لا يُغلب ولا يُصد. فلا مناص لكم الاّ مصالحته. وإلاّ أما يكفيكم إلحاق الضرر بالكثيرين من الأبرياء ، بما يمسّ غيرة الله، فيكون وسيلة لنزول المصائب أمثال الغلاء والقحط والوباء؟ علماً أن من هو مثلي عصبي المزاج يبوح بأخفى أسراره إلى الغرباء دون تحسب، وقد دافع أمام المحكمة العسكرية العرفية دفاع الرجال الأبطال، والذي يضطر في الشيخوخة إلى التحرز واتخاذ الحيطة والحذر -وفق مسلكه- عن الحوادث المجهولة العاقبة... اقول ان اتهام هذا الرجل بإقامة تنظيم سرى -لا يمكن كشفه قط- سذاجة في منتهى البلاهة، أو كيد مدبّر بلا شك.
أطالب حقاً لي من الهيئة الحاكمة!
ان ما صودر من كتبي تفوق قيمتها -عندي- اكثر من ألف ليرة، حيث أن قسماً منها قبلته مكتبة آنقرة بكل اعتزاز وامتنان قبل اثنتي عشرة سنة، ولاسيما ما هو إيماني أخروي خالص كـ(المكتوب التاسع عشر) و(الكلمة التاسعة والعشرون) فلهما أهميتهما لديّ، فهما حصيلة حياتي وكل ما املك من ثروة معنوية، ذلك لأنهما يبينان قسماً من عشرة أقسام من إعجاز القرآن بياناً واضحاً. فضلاً عن أنني إستكتبتهما مذهبّتين خاصتين لنفسي. علاوة على نسخة من رسالة الشيوخ - من بين ثلاث او أتربع نسخ - ولما لم يكن في هذه الرسائل شئ يخص الدنيا فأطالب بكل كياني إعادة هذه الرسائل والرسائل العربية التي تخص ذكريات شيخوختي، فتلك الكتب أُنسي وسلواني

لايوجد صوت