السيرة الذاتية | الفصل الخامس | 278
(253-304)

أما الوالي وأفراد الأمن للحكومة المحلية بولاية (اسپارطة) فكان واجبهم الوجداني حماية الموقوفين الأبرياء من (اسپارطة) -اكثر من غيرهم- والسعي لإخلاء سبيلهم بسرعة، الاّ انهم -بخلاف ذلك- يسعون للقضاء عليهم بالتجويع ولاسيما الفقراء المحتاجين منهم، فقطعوا عنهم الأرزاق المقررة لهم بناء على معاذير تافهة باطلة.
فهذه الحالة التي تثير أقصى درجات البكاء، نقابلها بالضحك -لا بالشكوى- بمثل ضحك ذلك الطفل، محيلين قضيتنا إلى الله العزيز الجبار ومتوكلين عليه.
مقدمة اُلحقت مؤخراً للدفاع الأخير:
لقد اُخطر على قلبي فجأة في اليوم الثالث من الحمّى الشديدة الثقيلة عليّ، من جراء التسمم. فمنعتني من تناول شئ خلال ثلاثة ايام الاّ كأساً من لبن وكأساً من حليب، فكتبت تلك الخاطرة -تبركاً- كمقدمة لدفاعي في المحكمة، فان كانت فيها شدة ونقص فتعود إلى مرضي، وقد حاولت أن أبيّن الحقيقة صائباً ما وسعنى ذلك واُظهرها كما هي بهذا القدر حيث انني اضطررت إلى الدفاع عن مائة شخص، مع الإرهاق الذي أصاب الدماغ والبؤس الذي نعانيه والأحوال المزعجة التي نعايشها.
إن قصدي من أسلوبي الذي ينطوي على مبارزة منظمةٍ سرية رهيبةٍ في جميع صفحات دفاعي هي الآتي:
ان الحكومة الجمهورية التي قبلت (فصل الدين عن الدولة) لا ينبغي لها ان تتعرض للمتدينين بسبب دينهم كما لا تتعرض للملحدين بسبب إلحادهم.
وكذا أريد أن أميّز حكومة الجمهورية التي ينبغي ان تكون حيادية وهي متحررة، عن المنظمات السرية الرهيبة المنحازة للإلحاد والتي تحيك المؤامرات وتستغفل موظفي الحكومة. فأريد ان تظل الحكومة بعيدة كل البعد عن هذه المنظمات. فأنا - في الحقيقة- إنما أجاهد أولئك المتآمرين الذين تسلل منهم إلى وظائف الدولة، فهؤلاء يتعقبون بجد المتدينين، ولديهم تهمتان جاهزتان، يلصقونهما بالمتدينين الذين يحقدون عليهم، ويسعون لاستغفال الحكومة بهما.

لايوجد صوت