وأصدقائي في هذه الدنيا التي أثقلت كاهلي بخمسة أصناف من الإغتراب، حتى لو كنت في السجن او القبر.
فحرماني من تلك الكتب يعني دفعي إلى غربة لا يمكن ان تطاق. فاحذروا الآهات والزفرات التي تنطلق نتيجة هذه المضايقات الثقيلة المرهقة.
أطالب رئيس المحكمة وأعضاءها بحق مهم:
وهو: انني لست وحدي موضوع البحث في هذه القضية كي تُحل ببراءتي بعد إطلاعكم على حقيقة الحال؛ ذلك لأن الشخص المعنوي لأهل العلم والتقوى قد اُسقط عليه ظل الإتهام لدى الشعب، وأصبحت الحكومة ايضاً تنظر إليهم نظر المرتاب وعدم الاطمئنان. مما يلزم أهل العلم والتقوى ان يعرفوا كيف يتجنبون محاولات مضرة مخلّة. لذا اطلب نشر دفاعي الذي كتبت القسم الأخير منه مطبوعاً بالحروف الجديدة، كي لا ينخدع أهل العلم والتقوى بالمؤامرات ولا يتقربوا إلى محاولات فيها ضرر وخطورة ، ولينجو الشخص المعنوي من التهمة لدى الشعب. ولتطمئن الحكومة كذلك من أهل العلم والتقوى ويزال سوء الفهم ولا تتكرر أمثال هذه الحوادث المضرة التي تلحق الأضرار بالحكومة والشعب والوطن.
حكاية أوردتها في لائحة الإعتراض:
لقد بينت هذه الحكاية في لائحة الإعتراض، وهي تصوّر حال غربتي وعدم النصير، وعدم السؤال عنه من أحد قط، ولو برسالة منذ أربعة شهور والمعزول عن الناس، وهو يقتحم قضية مصيرية بين الموت والحياة. فضلاً عن تنفير الناس عنه ببث الإشاعات المغرضة. والحكاية هي:
اُبتلي سلطان في غابر الزمان بداء لا دواء له إلاّ دم طفل. فأعطى والدٌ طفله قرباناً مقابل ثمن، بناء على فتوى الحاكم. ولكن الطفل بدأ يضحك أمام المجلس بدلاً من البكاء والاستنجاد، فقيل له:
- لِمَ لا تستغيث! ولا تشكو بل تضحك؟
فأجابهم:
- إذا ابتلى الإنسان ببلاء فإن أول ما يلتجئ إليه هو والده، ثم إلى الحاكم، ثم إلى السلطان. فوالدي يبيعني لاُذبح، والحاكم يصدر قراره بقتلي، وها هو السلطان ينتظر دمي. فهذه الحالة العجيبة الغريبة والقبيحة المنفرة والتي لم يشاهد مثلها لا تقابل إلاّ بالضحك.