فكان الموظفون المسؤولون ينظرون إلى هذا الوضع بحيرة واعجاب، حتى صرّح بعض الشباب قبل ان يستلموا قرار المحكمة: (إذا لبث طلاب النور في السجن فسنحكم على انفسنا وندينها لنظل معهم ونتتلمذ عليهم ونصلح انفسنا بإرشاداتهم لنكون أمثالهم). فالذين يتهمون طلاب النور الذين لهم هذه الخصائص والخصال بالإخلال بالأمن لا محالة قد انخدعوا بشكل مفجع، او خُدعوا، او انهم يستغفلون أركان الحكومة في سبيل الفوضى والإرهاب -من حيث يعلمون او لا يعلمون- لذا يسعون لإبادتنا وإقحامنا في العذاب.
فنحن نقول لهؤلاء:
مادام الموت لايُقتل والقبر لايُغلق بابه، وقوافل البشرية في دار ضيافة الدنيا تغيب وتتوارى فيما وراء التراب بسرعة مذهلة.. فلا مناص أننا سنفترق في اقرب وقت، وسترون جزاء ظلمكم جزاءً رهيباً، وفي الأقل ستذوقون الموت الذي هو تسريح من الحياة عند أهل الإيمان المظلومين، ستذوقونه إعداماً ابدياً لكم، فالأذواق الفانية التي تكسبونها بتوهمكم الخلود في الدنيا ستنقلب إلى آلام باقية مؤلمة دائمة..
ان حقيقة الإسلام التي ظفرت بها هذه الأمة المتدينة وحافظت عليها بدماء مئات الملايين من شهدائها الذين هم بمرتبة الأولياء وسيوف أبطالها المجاهدين يطلق عليها اليوم -مع الأسف- أعداؤنا المنافقون المتسترون اسم الطريقة الصوفية احياناً، ويظهرون الطريقة الصوفية التي هي شعاع واحد من أشعة تلك الشمس المنيرة انها الشمس نفسها ليموهوا على بعض الموظفين السطحيين. مطلقين على طلاب النور الذين يسعون بجد ونشاط لإبراز حقيقة القرآن وحقائق الإيمان اسم (أهل الطريقة الصوفية)(1) او(جمعية سياسية) ولا يبغون من ورائها الاّ التشويه والتحريض علينا. فنحن نقول لهؤلاء ولكل من يصغي إليهم قولتنا التي قلناها أمام محكمة دنيزلي العادلة:
------------------------
(1) ذلك لأن الطرق الصوفية كانت يومئذ محظورة في نظر القانون. فاتهامهم بالطريقة الصوفية كان الغرض منها ادانتهم قانونيا.