غيها وتبتعد عن هذه القذارات. ورسائل النور تضع مع كل شخص في كل وقت رقيباً معنوياً من جهة العمل الصالح ومن جهة الإيمان، وعندما يتذكر الإنسان سجن جهنم والغضب الإلهي فانه يستطيع تجنب السوء والمعصية بسهولة...
كلمتي الأخيرة: ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾(1)
أيها السادة !.
السيد رئيس المحكمة !
أرجو ان تنتبهوا وتعوا جيداً بان إصدار أي حكم بمعاقبة طلاب النور ليس الا خدمة مباشرة للكفر والإلحاد، وليس الا اتهاماً للحقائق القرآنية وللحقائق الإيمانية التي سار على هداها كل عام ثلاثمائة مليون مسلم منذ ألف وثلاثمائة سنة، أي هو محاولة لسد الجادة الكبرى وإغلاق الطريق القويم المؤدي إلى الحقيقة وإلى سعادة الدارين لما يقرب من ثلاثمائة مليار مسلم(2)، مما سيجلب نفور هؤلاء واعتراضهم، ذلك لان سالكي هذه الجادة وهذا الطريق يدعو فيه الخلف للسلف ويعينه بحسناته وبدعواته ثم ان هؤلاء -الواقفين موقف العداء للإيمان- سيكونون سبباً في إثارة مشكلة كبيرة في هذا الوطن، فإذا وقف أمامكم يوم القيامة ويوم المحكمة الكبرى ثلاثمائة مليار خصم وسألوا منكم:
لماذا سمحتم لكتب إلحادية ولكتب تهاجم الإسلام بصراحة أمثال كتاب (تاريخ الإسلام) للدكتور دوزي(1) وامتلأت بها مكاتبكم وسمحتم بقراءتها بكل حرية ولطلابها بتشكيل الجمعيات حسب قوانينكم؟ ولماذا لا تتعرضون ابداً للإلحاد ولا للشيوعية ولا للفوضى ولا للمنظمات المفسدة العريقة ولا للطورانية العنصرية مع انها تتعارض مع
---------------------------
(1) الشعاعات/335-339
(2) المقصود عدد المسلمين عبر العصور
(1) دوزى: (1820-1883م) هو رينهارت بيتر آن دوزي، مستشرق هولندى من اصل فرنسى، بروتستانتى المذهب، مولده ووفاته فى ليدن، درّس فى جامعاتها نحو ثلاثين عاماً. وكان من اعضاء عدة مجامع علمية قرأ آداب اللغات الاوروبية ثم انصرفت عنايته الى العربية، اشهر آثاره (معجم دوزي) فى مجلدين بالعربية والفرنسية، و(تاريخ الإسلام) من فجره حتى عام 1863 كتبه بالهولندية وترجم الى التركية (الاعلام للزركلى 38/3 باختصار).