وهذه الفئة السرية المفسدة تتشكل في أشكال مختلفة.(1)
نماذج من رسائل من سجن دنيزلي
فوائد دخولنا السجن:
اخوتي الأعزاء الأوفياء!
أهنئ ليلتكم المباركة التي مرت، ليلة القدر، مع العيد السعيد المقبل، أهنئكم بكل ما املك، وأودعكم امانةً إلى رحمة الرحمن الرحيم وإلى وحدانيته جلّ وعلا.
ومع أنني لا أراكم بحاجة للسلوان فمضمون (من آمَنَ بالقَدرِ أَمِنَ مِنَ الكَدَرِ) كافٍ ويغني، الاّ أنني اقول:
لقد شاهدت شهود يقين السلوان الكامل الذي يبعثه المعنى الإشاري للآية الكريمة: ﴿واصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ فَإنّكَ بِأعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾(الطور:48) وذلك:
بينما كنت أتأمل في قضائنا شهر رمضان المبارك براحة وطمأنينة مع نسيان هموم الدنيا، إذا بهذه الحادثة الرهيبة التي لا تطاق، تحل بنا، والتي لم تخطر على بال، فاشهدها شهود عيان انها محض العناية الإلهية لي، ولرسائل النور، ولكم، ولشهر رمضاننا ولإخوتنا.
وفيما يخصني من فوائدها الكثيرة اذكر بضع فوائد منها فقط:
أولاها: انها دفعتني إلى السعي المتواصل في شهر رمضان بانفعال شديد وجدية صارمة والتجاء قوي وتضرع رقيق، متغلباً على المرض.
ثانيتها: ان الرغبة كانت شديدة في لقاء كل منكم وقريباً منكم في هذه السنة ايضاً، فقد كنت أرضى بهذه المعاناة والمشقات التي أتحملها ازاء لقاء واحد منكم والمجئ إلى (اسپارطة).
ثالثتها: ان جميع الحالات المؤلمة تتبدل فجأة ودفعة، سواء في (قسطموني) أو في الطريق أو هنا وبصورة غير معتادة وبخلاف رغبتي وتوقعي، بحيث تشاهد ان يد عناية ربانية وراء الأحداث، حتى تجعلنا ننطق بـ: (الخير فيما اختاره الله) وتستقرئ رسائل النور -التي أفكر فيها دوماً- حتى الغارقين في الغفلة المتسنّمين وظائف دنيوية مرموقة فاتحة ميادين عمل جديدة في ساحات أخرى.
----------------------
(1) الشعاعات/342