التي تكسبونها في عملكم في سبيل الإيمان والفضائل والمزايا الروحية والمباهج القلبية التي تحصلون عليها تزيل الغموم والضجر التي تنتابكم موقتاً في الوقت الحاضر.
نعم، انه لم يحصل لحد الآن نظير طلاب النور بمعاناتهم اقل مشاق في سبيل أعظم عمل مقدس. نعم ان الجنة غالية ليست رخيصة، وان إنقاذ الإيمان من قبضة الكفر المطلق الذي يمحي الحياتين معاً له أهميته البالغة في هذا الوقت، وحتى لو وقع شئ من المشاق، فينبغي ان يجابه بالشوق والشكر والصبر، إذ لما كان خالقنا الذي يستخدمنا في هذه الخدمة ويدفعنا إليها، رحيم وحكيم. فعلينا إذن ان نستقبل كل مصيبة تنزل بنا بالرضى والسرور والالتجاء إلى رحمته تعالى والاطمئنان إلى حكمته.(1)
وسائل الأعداء لتشتيت الاخوة:
اخوتي الأعزاء الأوفياء!
ان ثباتكم وصلابتكم تبطل جميع خطط الماسونيين والمنافقين وتجعلها بائرة عقيمة.
نعم يا اخوتي، لا داعي للإخفاء، ان أولئك الزنادقة قد قاسوا رسائل النور وطلابها بالطرق الصوفية ولا سيما بالطريقة النقشبندية. فقد شنوا هجومهم علينا بالخطط نفسها التي غلبوا بها أهل الطرق الصوفية أملاً بأن يفرّقونا ويهوّنوا من شأننا. فقد استعملوا:
اولاً: وسائل التنفير والتخويف وإبراز أعمال أسيء استعمالها في المسلك.
ثانياً: إشهار وإعلان نقائص وتقصيرات أركان ذلك المسلك ومنتسبيه.
ثالثاً: ان الوسائل التي استعملوها تجاه الطريقة النقشبندية والطرق الأخرى، وهي إشاعة الفساد بالفلسفة المادية، ونشر سفاهة حضارتها الفتانة، وتذليل متعها المخدرة المسمومة لتحطيم عرى التساند وأواصر الاخوة فيما بينهم مع الحط من شأن أستاذهم ومرشدهم بالإهانات، وتهوين شأن مسلكهم لديهم بإيراد دساتير العلم والفلسفة..
-------------------
(1) الشعاعات/352-353