مادامت الصداقة والميل إلى التجمع الأخوي، والجمعية الأخروية هي من أسس الحياة الاجتماعية وضرورة من ضرورات الفطرة الإنسانية، ومن أهم الروابط واكثرها ضرورة بدءاً من حياة العائلة والقبيلة ووصولاً إلى حياة الأمة وإلى الحياة الإسلامية والإنسانية، ونقطة استناد وأنس لكل إنسان تجاه ما يلاقيه في الكون من مصاعب لا يستطيع مواجهتها وحده، وللتغلب على جميع العوائق والموانع المادية والمعنوية التي تحاول إعاقته عن القيام بإيفاء واجباته الإسلامية والإنسانية، ومع ان الصداقة والاخوة التي يجتمع عليها طلاب النور تخلو من أي جانب سياسي، بل هي اخوة صادقة وخالصة ووسيلة إلى خير الدنيا والسعادة في الآخرة، لأنهم يجتمعون في دروس الإيمان والقرآن في ظل صداقة خالصة وزمالة مخلصة في طريق الحق، وهم متساندون ضد ما يضر بالأمة وبالوطن، لذا فقد كان من الواجب ان يكونوا محط تقدير واعجاب وهم يجتمعون هذه الاجتماعات الإيمانية. وأما من يعطي انطباعاً ومعنى جمعية سياسية لهذه الاجتماعات فهو إما مخدوع خداعاً كبيراً، او هو فوضوي غدار يخاصم الإنسانية خصاماً وحشياً ويعادي الإسلام معاداة نمرودية، ويخاصم الحياة الاجتماعية بأسوأ أسلوب من الأساليب الفوضوية، أي يحارب الوطن والأمة والنفوذ الإسلامي والمقدسات الدينية محاربة المرتدين والمتمردين اللدودين. او هو زنديق خناس يعمل لحساب الأجنبي ويحاول قص شريان حياة هذه الأمة او إفسادها فيستغفل الحكومة ويضلل المراجع العدلية، لكي ينجح في تحويل أسلحتنا المعنوية (التي استعملناها حتى الآن ضد الفراعنة وضد الفوضويين) نحو وطننا، او إلى كسر وتحطيم هذه الأسلحة.(1)
أيها السادة !
هناك منظمة سرية تعمل منذ حوالي أربعين سنة لحساب الأجنبي لإفساد هذه الأمة باسم الكفر والإلحاد، وتحاول تمزيق هذا الوطن، وذلك بالهجوم على حقائق القرآن وحقائق الإيمان بكل الوسائل وبكل الطرق.
--------------------
(1) الشعاعات/341-342