السيرة الذاتية | الفصل السابع | 349
(329-358)

سياستكم؟ وتتعرضون لأشخاص لا علاقة لهم قطعاً بالسياسة، بل همهم الوحيد سلوك طريق الإيمان والطريق القويم للقرآن الكريم، يقرأون رسائل النور التي تبحث عن الحق والحقيقة لأنها التفسير الحقيقي للقرآن، لكي يخلصوا وينقذوا أنفسهم ومواطنيهم من الإعدام الأبدي ومن السجن الإنفرادي. هذا في الوقت الذي لا توجد لهم أية علاقة او ارتباط بأية جمعية سياسية؟ ولكنكم تتعرضون لهم لأنكم تتوهمون ان الصداقة والاخوة في الله التي تربط ما بين قلوبهم كأنها ناشئة بسبب ارتباطهم بجمعية معينة، لذا قمتم ومازلتم تقومون باتهامهم وبالحكم عليهم بقانون عجيب.. فلماذا؟
إن قالوا لكم هذا فماذا ستجيبون؟ ونحن ايضاً نستفسر عن هذا ونسألكم عنه.
ان الذين استغفلوكم وضللوا المراجع العدلية وشغلوا الحكومة بنا بما يجلب الضرر للامة وللوطن هم المعارضون لنا من الملحدين والزنادقة والمنافقين، فهؤلاء خدعوكم وشغلوا الحكومة عندما أطلقوا اسم (الجمهورية) على الإستبداد المطلق واسم (النظام) على الارتداد المطلق واسم (المدنية) على السفاهة الصرفة واسم القانون على ما وضعوه من أمور قسرية واعتباطية وكفرية، فآذونا وضيقوا علينا ووجهوا ضرباتهم نحو حكم الإسلام وحكم الأمة خدمةً للأجنبي...(2)
أيها السادة !
لكوني لا أتستطيع ان اعرف شيئاً عن الحياة الاجتماعية الحالية، ونظراً للاتجاه الذي يسير فيه مقام الادعاء العام، وإصراركم على إصدار قرار بالحكم عليّ تحت ذريعة اتهامي بتشكيل جمعية، مع أنني قد أجبت على هذه التهمة ونفيتها بإجابات قاطعة وببراهين دامغة، كما ان اللجنة الاستشارية التي تشكلت في (آنقرة) من أهل العلم والاختصاص نفت ذلك ايضاً بالإجماع، وإذ أنا في حيرة حول إصراركم على هذه المسألة خطر إلى قلبى هذا المعنى:

--------------------

(2) الشعاعات/339-341

لايوجد صوت