السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 407
(385-440)

الصعبة المحيطة، ورغم ما أعانيه من الاغتراب والشيخوخة وقلة النصير، وفضلاً عن الهجمات الشرسة المتلاحقة.. اقول في الوقت الذي تقدّر الرسائل هكذا، إذا بالذكى(1) الذي استجمع علينا ادعاءات واهية يتفوه بخطأ فاحش ينم عن سطحيته وسطحية نظرته للأمور، إذ قال: ان القرآن الكريم عبارة عن مائة وأربعين سورة!.. هذا الشخص نفسه يقيّم رسائل النور فيقول: (ان رسائل النور مع انها تحاول تفسير القرآن الكريم وتأويل الأحاديث الشريفة الاّ انها لا تحمل ماهية علمية وقيمة راقية من حيث تقديمها المعرفة إلى قرائها). ألا يفهم من تنقيده هذا انه بعيد كل البعد عن القانون والحقيقة والحق والعدالة!.
و أشكو إليكم ايضاً:
لقد أسمعتمونا الادعاء العام كاملاً طوال ساعتين والذي أدمى قلوبنا لما فيه من أخطاء تربو على المائة سجّلناها في أربعين صفحة. الاّ أنكم لم تفسحوا لي مجال دقيقتين من الزمان كي أجيبه في صفحة ونصف الصفحة رغم إصراري على ذلك، لذا أطالبكم باسم العدالة بقراءة اعتراضي بتمامه.
ثالثاً: ان لكل حكومة معارضين. فلا يسمح القانون بالتعرض لهم ماداموا لم يخلّوا بالنظام. أفيمكن لي ولأمثالي ممن أعرضنا عن الدنيا ونسعى للقبر أن ندع السعي للحياة الباقية على وفق المسلك الذي سلكه أجدادنا الميامين طوال ألف وثلاثمائة وخمسين سنة وبهدي تربية قرآننا العظيم، وفي ضوء دساتير يقدّسها ثلاثمائة وخمسون مليوناً من المؤمنين في كل عصر، ثم ننشغل بحياة دنيوية قصيرة فانية وننقاد لقوانين ودساتير غير أخلاقية للمدنية السفيهة، بل قوانين جائرة وحشية كما هي في البلشفية، وننحاز إليها تحت ضغوط أعدائنا ودسائسهم؟ فليس هناك قانون في العالم كله ولا إنسان يملك ذرة من الإنصاف يُكره الآخرين على قبول هذا بذاك.
إلاّ أننا نقول لاؤلئك المعارضين: إننا لم نتعرض لكم فلا تتعرضوا لنا!
------------

(1) المقصود المدعي العام.

لايوجد صوت