السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 404
(385-440)

ثم إنني موقن كل اليقين ولايخالجنى أدنى شك في ان الموت بالنسبة لنا تسريح وتأشيرة دخول إلى عالم الطمأنينة والسعادة. ولنا آلاف البراهين من رسائل النور على ذلك، وحتى ان كان الموت اعداماً ظاهرياً لنا فان مشقة ساعة من الزمان تتحول بالنسبة لنا إلى سعادة ومفتاح للرحمة وفرصة عظيمة للانتقال إلى عالم البقاء والخلود.
أما انتم يا أعداءنا المتسترين ويا أولئك الذين يضللون العدالة في سبيل إرضاء الزندقة ويتسببون في خلق الأوهام الزائفة في أذهان المسؤولين في الدولة لينشغلوا بنا دون داع او سبب.. اعلموا قطعاً، ولترتعد فرائصكم، إنكم تحكمون على أنفسكم بالإعدام الأبدي وبالسجن الانفرادي الدائم. وان انتقامنا يؤخذ منكم اضعافاً مضاعفة، فها نحن أولاء نرى ذلك ونشفق عليكم. ولاشك ان حقيقة الموت التي ظلت تفرغ هذه المدينة مائة مرة إلى المقابر، لابد ان تكون لها غاية ومطلب فوق غاية العيش والحياة. وان محاولة الخلاص من براثن ذلك الإعدام الأبدي هي قضية في مقدمة القضايا الإنسانية، بل هي من أهم الضروريات البشرية واشدها إلحاحاً.
فما دامت هذه هي الحقيقة، أفليس من دواعي العجب والغرابة ان يتهم نفر من الناس طلاب رسائل النور -الذين اهتدوا إلى ذلك السر وعثروا على تلك الحقيقة- ويلصقوا اتهامات باطلة برسائل النور التي أثبتت تلك الحقيقة نفسها بآلاف الحجج والبراهين؟ ان كل من له مسكة من عقل -بل حتى لو كان مجنوناً- يدرك تمام الإدراك بان أولئك النفر باتهاماتهم تلك إنما يضعون أنفسهم موضع الإتهام امام الحقيقة والعدالة.
ان هناك ثلاث مواد توهم بوجود جمعية سياسية لا علاقة لنا بها اصلاً، هي التي خدعت هؤلاء الظلمة.

لايوجد صوت