السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 403
(385-440)

ثم انهم اتهمونا على بضع جمل فحسب وردت في رسائل اتخذناها رسائل سرية -لئلا تفسر تفسيراً خاطئاً وذلك قبل الإعلان عنها في المحاكم- علماً ان تلك الرسائل قد دققتها محكمة (اسكى شهر) -سوى واحدة منها- واتخذت ما يستوجب الأمر لا، ولم تعترض الا على مسألة أو مسألتين من رسالة (الحجاب) وقد أجبت عنها في عريضتى وفى إعتراضى بأجوبة قاطعة. وقلنا: (ان ما في أيدينا نوراً ولا نملك صولجان السياسة) واثبتنا ذلك في محكمة اسكى شهر بعشرين وجهاً.
وان محكمة (دنيزلي) قد دققت جميع الرسائل دون استثناء، ولم تعترض على أية رسالة منها.. ولكن أولئك المدعين غير المنصفين قد عمموا حكم تلك الجمل المعترض عليها التي لا تتجاوز جملتين او ثلاثاً على جميع الرسائل حتى صادروا مجموعة (ذو الفقار) البالغة أربعمائة صفحة لاجل صفحات منها فقط. وجعلوا قارئي الرسائل ومستنسخيها مذنبين، واتهموني بأننى أعارض الحكومة أتحداها. إنني اُشهد أصدقائي القريبين منى والذين يقابلونني أشهدهم مقسماً بالله: إنني منذ اكثر من عشر سنوات لا اعرف سوى رئيسين للجمهورية ونائباً واحداً في البرلمان ووالي قسطمونى. فلا اعرف معرفة حقيقية احداً غيرهم من أركان الحكومة ووزرائها وقوادها وموظفيها ونوابها، وليس لي الفضول لمعرفتهم. الاّ ان شخصاً او شخصين اظهرا قبل سنة علاقة نحوى فعرفت عن طريقهما خمسة او ستة من أركان الحكومة.
فهل من الممكن لمن يريد مبارزة الحكومة الاّ يعرف من يبارز. ولا يتحرك فيه الفضول لمعرفتهم، ولا يهتم بمن يواجههم، أهم أعداء أم أصدقاء؟
يفهم من هذه الأحوال انهم يختلقون معاذير لا اصل لها قطعاً. فمادام الأمر هكذا: فإنني اقول لأولئك الظلمة غير المنصفين ولا أخاطب هذه المحكمة:
إنني لا أعير اقل اهتمام بما تعتزمون إنزاله بي من عقاب، مهما بلغت درجته من الشدة والقسوة. لأنني على عتبة باب القبر، وفى السن الخامسة والسبعين من عمري، فهل هناك سعادة اعظم من استبدال مرتبة الشهادة بسنة او سنتين من حياة بريئة ومظلومة كهذه؟

لايوجد صوت