السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 427
(385-440)

لرسائل النور يجعلني في رضىً عن هذا الوضع بل اشكر ربي صابراً فلا اضطرب ولا اقلق ابداً وانتم كذلك لا تتألموا. فاني على قناعة من ان صرف اعدائنا المتسترين انظار الموظفين في السجن اليّ فيه عناية إلهية وخير من حيث سلامة ومصلحة رسائل النور وطلابها.
فعلى بعض الاخوة الاّ يحتدّوا ولا يتفوّهوا بكلام جارح يمسّ شعورهم، وليأخذوا حذرهم في حركاتهم وسكناتهم، دون ابداء القلق والاضطراب. ولا يفتحوا الموضوع عن هذه المسألة أمام كل أحد، لان هناك جواسيس يحرّفون كلام اخوتنا السذج والجدد الذين لم يتعلموا بعدُ أخذ الحذر ويصرفون كلامهم إلى معاني مغايرة ويستهولون الأمور التافهة، ويخبرون المسؤولين بها. ان وضعنا الحاضر كله جدّ لا هزل فيه. ومع هذا فلا تضطربوا قطعاً واعلموا اننا تحت رعاية العناية الإلهية وقد عزمنا على مجابهة جميع المشقات بالصبر الجميل بل بالشكر العظيم لله. فنحن مكلفون بالشكر لأن درهماً من التعب والمشقة يورث طناً من الثواب والرحمة.(2)
اُودع شؤوني إليكم:
اخوتى الاعزاء الاوفياء!
لقد اودعت جميع اعمال الدفاع إلى طلاب النور الاركان الذين قدموا والذين سيقدمون إلى هنا وذلك بناء على سببين مهمين وباخطار قوى، فاضطررت إلى هذا الأمر قلباً. اودعها بخاصة إلى كل من خسرو، رأفت، طاهر، فيضى، صبرى.
السبب الأول: لقد علمت قطعاً من دائرة التحقيق، ومن امارات عديدة، انهم يحاولون احداث مشكلات ضدى، بكل ما لديهم من قوة، والتهرب من ظهورى وغلبتى عليهم فكراً، ولهم في ذلك إشعار رسمي. فكأنني اذا تكلمت بشئ فسأبين قدرة علمية وقابلية سياسية بحيث ألزم المحاكم الحجة واُسكت السياسيين، لاجل ذلك يمنعوني عن الكلام بمعاذير واهية. حتى انني أثناء التحقيق اجبت عن أحد الاسئلة قائلاً: لا اتذكر. فتعجب الحاكم وحار في الأمر وقال: كيف ينسى شخص مثلك يملك ذكاءً وعلماً فوق المعت

--------------------------

(2) الشعاعات/536

لايوجد صوت