لرسالة إنقاذاً لاهل الإيمان من الشبهات لان المعاني الظاهرة لهذه الأحاديث كانت تتسبب في اعتراضات كثيرة عليها، الا ان قسماً من تأويلاتها الخارقة ظهرت امام الأعين، لذا اضطررنا إلى إخفاء هذه الرسالة وجعلها رسالة سرية خاصة لكي لا تُفسر تفسيراً خاطئاً، وبعد ان قامت عدة محاكم بتدقيقها وتشهيرها ثم إعادتها إلينا، الا انها عادت مرة أخرى إلى اتخاذها سبباً في إدانتنا، لذا فإننا نحيل مدى ابتعاد هذا العمل عن العدالة وعن الحق وعن الإنصاف إلى ضمائر هؤلاء الذين يريدون إدانتنا بسبب من قناعاتنا الوجدانية، كما نحيل شكوانا هذه إلى المحكمة الإلهية الكبرى ونقول: ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾
التاسعة: وهذه نقطة مهمة جداً ولكننا نمسك عن ذكرها لئلا نغضب الذين حكموا علينا، وذلك لاجل قيامهم بقراءة (رسائل النور).
العاشرة: وهذه نقطة قوية ومهمة ولكننا نمسك ايضاً عن ذكرها حاليا لكي لا تدفعهم إلى الاستياء والامتعاض.(1)
رسائل من سجن أفيون
حكمة السَوق القدري:
اخوتي الأعزاء الأوفياء!
لا أعزيكم بل أهنئكم، إذ مادام القدر الإلهي قد ساقنا إلى هذه المدرسة اليوسفية الثالثة لحكمة اقتضاها، وانه سيطعمنا قسماً من أرزاقنا دعتنا إلى هنا. ومادامت تجاربنا القاطعة قد علّمتنا -لحد الآن- ان العناية الإلهية لطيفة بنا وقد جعلتنا ننال سر الآية الكريمة:﴿وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم﴾(البقرة:216). وان إخواننا الحديثى العهد في المدرسة اليوسفية هم أحوج الناس إلى السلوان الذي تورثه (رسائل النور) وان العاملين في دوائر العدل هم اشد حاجة من الموظفين الآخرين إلى القواعد و الدساتير السامية التي تتضمنها (رسائل النور) ، وان أجزاء هذه الرسائل تؤدى لكم مهمتكم خارج السجن وبكثرة كاثرة وان فتوحاتها لا تتوقف، وان كل ساعة فانية هنا في السجن تصبح بمثابة ساعات من العبادة الباقية. ينبغي لنا -وفق النقاط المذكورة- ان نتجمل بالصبر
--------------------------
(1) الشعاعات/501-512