السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 423
(385-440)

أتصل الا مع بضعة أشخاص ممن يقومون بشؤون خدمتي بشكل متناوب (وكانوا يعملون كمساعدي خياط) ولا أتحدث مع أحد الا مع بعض المتدينين في حالات نادرة وضرورية ولمدة بضع دقائق فقط، وسوى إرسال رسالة واحدة فقط في الأسبوع من اجل التشجيع على قراءة رسائل النور(حتى انني لم أرسل إلى شقيقي المفتي الا ثلاث رسائل طوال ثلاث سنوات)، بل تركت التأليف الذي كنت عاكفاً عليه منذ ثلاثين سنة سوى تأليف نكتتين اثنتين بعشرين صفحة تناولت موضوعين مهمين ومفيدين جداً لاهل الإيمان ولأهل القرآن وهما (حكمة التكرار في القرآن) و(بعض المسائل حول الملائكة)... لم اؤلف عداهما ولكني وافقت على ضم الرسائل التي برأتها المحاكم وجعلها بشكل مجلدات، وعندما قامت المحكمة بإرجاع خمسمائة نسخة من رسالة (الآية الكبرى) التي كانت مطبوعة بالأحرف القديمة، فقد أعطيت موافقتي لإخواني باستنساخها بوساطة جهاز الاستنساخ -لعلمي بان القانون لا يمنع ذلك بصورة رسمية- وذلك لكي يستفيد العالم الإسلامي منها، وانشغلت فقط بتصحيحها ولم انشغل ابداً بالسياسة، حتى انني فضلت البقاء في غربة أليمة ولم ارجع إلى بلدتي -كما فعل جميع المنفيين الآخرين- رغم صدور الإذن الرسمي بذلك لكي لا انشغل بالدنيا وبالسياسة.
إذن فان القيام بتوجيه هذا الإتهام الثالث المحتوي على أمور باطلة وكاذبة وعلى تفسيرات خاطئة ومحاولة إدانة مثل هذا الرجل يحتوي على معنيين مذهلين -سوف لن أقولهما الآن- وقد أثبتت المدة الأخيرة البالغة عشرين شهراً هذا الأمر. وأنا اقول: حسبهم القبر وسقر، وأحيل أمري إلى المحكمة الكبرى يوم القيامة.
الثامنة: بعد ان بقيت رسالة (الشعاع الخامس) سنتين لدى محكمة (دنيزلي) ومحكمة (آنقرة) أعيدت إلينا. وبعد ان صدر القرار بتبرئتها سمحت بنشرها -مع دفاعي في تلك المحكمة- في آخر مجموعة (سراج النور). صحيح أنني كنت احتفظ بها كرسالة خاصة ليست معروضة على الناس، ولكن ما دامت المحكمة شهرت بها وأعلنتها ثم أعادتها إلينا بعد براءتها، فقلت بأنه لا ضرر إذن من نشرها، لذا أذنت لهم بنشرها. وكان اصل هذه الرسالة قد كتب قبل حوالي أربعين سنة حول تأويلات أحاديث متشابهة كانت قد انتشرت بين الناس منذ القديم، ومع ان عدداً من علماء الحديث ضعّفوا قسماً من هذه الأحاديث، الا أنني قمت بكتابة هذه

لايوجد صوت