ولم يستطع ان يتم تجواله، إذ لحقه هؤلاء وعرضوا عليه ان يلبس القبعة. وعندما قادوه إلى مركز الشرطة احتج الأستاذ على هذه المعاملة، وارسل عريضة إلى وزارة العدل وإلى وزارة الداخلية في آنقرة، شجب فيها هذه التصرفات الرعناء، كما ارسل صورة من عريضته إلى أحد طلابه في آنقرة ليتتبع الموضوع عند المراجع الرسمية ويبلغ النواب المهتمين بالحادثة.
ومن آنقرة قرر بعض طلابه ارسال نسخة من هذه العريضة إلى جريدة اسلامية تصدر في (صامسون) باسم Buyuk Cihadالجهاد الأكبر حيث نشرت هناك.
في هذه الأثناء وقعت حادثة الصحفي المعروف (أحمد أمين يالمان)(1) إذ حاول شاب مسلم ان يغتاله، فاطلق عليه عدة رصاصات لم تنل منه مقتلاً.
وقد استغلت هذه الحادثة استغلالاً كبيراً كل الجرائد والمجلات المعادية للاسلام التي غاظها جو الحرية النسبي الذي بدأت تتنفسه الحركات الإسلامية في تركيا، فأرادت أن تظهر بان اعطاء اية حرية لمثل هذه الحركات ستكون نتيجتها ظهور الرجعية والإرهاب.. الخ.
كانت حملة صحفية رهيبة لم يستطع رجال الحزب الديمقراطي الحاكم ان يقفوا امامها، هذا فوق وجود جناح معاد للاسلام في هذا الحزب ايضاً. فصدرت الأوامر بغلق جميع الجرائد والمجلات الإسلامية، واعتقال جميع الكتّاب والمفكرين المسلمين العاملين فيها.
وأعتقل في هذه الحملة من الإعتقالات المدير المسؤول عن جريدة (الجهاد الاكبر) واحد طلبة النور وهو السيد (مصطفى صونغور)
-------------------------
(1) صحفي مشهور من طائفة "الدونمة" وهي طائفة يهودية تظاهرت بالإسلام، وبقيت تمارس عقائدها اليهودية سراً، ولكونها تملك ركائز اقتصادية وسياسية قوية قامت بدور تخريبي كبير في تركيا. وكان سجل هذا الصحفي بالذات سجلاً حافلاً بالعمل ضد الإسلام. منها مطالبته بتشكيل دويلة ارمنية في تركيا، كما طالب ان تقوم الولايات المتحدة باستعمار اراضي تركيا عسكرياً لإدارة شؤونها، حيث لم تصل تركيا الى المستوى الذي تستطيع فيه ادارة نفسها وكتب مقالات عديدة في مزايا دخول تركيا تحت الاحتلال الأمريكي. أصدر جريدة (طان) ورأس تحريرها.!!