السيرة الذاتية | السنوات الأخيرة في إسثارطة | 476
(441-494)

بعد ذلك صعد إلى غرفته، واختلى بنفسه هناك مدة ساعتين تقريباً. كان يبكي وهو يستعيد ذكريات ايامه الطويلة التي قضاها هنا، وكان الناس والطلاب المحيطون بالبيت يسمعون نشيج الشيخ فتدمع اعينهم كذلك.
وانه لمظهر من مظاهر تجليات الرحمة الإلهية اللانهائية. ففي زمن قد سلف، نفي من شرقي الأناضول إلى ارجاء (إسپارطة)، ومنها إلى ناحية (بارلا) بين الجبال، لعله يموت هنا ويخبو ذكره. ولكن لم تثنه عن سبيل دعوة القرآن والإيمان حوادث العصر التي احاطت بالامم والشعوب وغيرت العقول والتصورات. فقد ايقن بيقين إيماني في روحه، بان الشعب سوف يحتضن يوماً الحقيقة التي يدعو اليها، وسوف يكون سعيد الوحيد، ألف سعيد، ومائة ألف سعيد، وبان فتوحات وانتشار الحقائق الإيمانية التي يخاطب بها الإنسانية آتية لا محالة، وبان غيوم الظلمات المحيطة بالآفاق الإسلامية زائلة بنور الهداية التي اقتبسها من القرآن، وينشط الروح من جديد في الإيمان الذي يظنونه آيلاً إلى الموت، فيبعث النفوس ويعيد الحياة إلى امة الإسلام.
سنة 1956
محكمة آفيون تبريء ساحة رسائل النور:
كانت محكمة آفيون قد شكلت لجنة من الخبراء لتدقيق رسائل النور سنة (1948م) وابداء الرأي حولها، ورؤية ما اذا كانت تحوي ما يؤاخذ عليه القانون التركي.
وقد استمرت هذه المحكمة طوال ثماني سنوات واخيراً اصـدرت قرارهـا في 11/ 9/1956 استناداً إلى التقرير المقدم من لجنة الخبراء في 25/5/1956 بأن هذه الرسائل تخلو من أي عنصر مخالف للقانون.
طبع رسائل النور:
كان هذا القرار يعني بالإمكان طبع رسائل النور وتوزيعها علناً، وفعلاً شمّر طلاب النور عن سواعدهم، فبدأت المطابع في استانبول وفي آنقرة، وفي صامسون وفي آنطاليا بطبع هذه الرسائل. وكانت الملزمات تؤتى بها إلى الأستاذ قبل الطبع فيقوم بتصحيحها.

لايوجد صوت